أعـيدونـي إلـيـهـا / شعر : محمد الجوير – سوريا

21191947_485191031847157_6198165573551197831_n

 

  • أعـيدونـي إلـيـهـا

أَلا لــيـــتَ الـحـبـيـبــةَ بالــفِـــــراقِ
تُحِـــسُّ بِـمــا أحــسُّ و مــا أُلاقــي
و لـيــتَ حبـيبتي بـأســاي تَـــدري
و تَــدري باعـتـلالـي و اخـتنـاقــي
كأَنّــي دونَــهــا صَـــدري أسـيـــــرٌ 
عـلـى عَـينَــيَّ مَــشــدودٌ وَثــاقــي
تُـكـلِّـفُـني الـنَّـوى فـوقَ احتمـالــي 
و مــا مَـنــفــايَ عـنـهــا بالـمُـطــاقِ
دَمــي يجـــري بـأوردتِــي لــهـيـبـاً 
يُصـدِّقُــهُ لَـظــى دَمـعـــي الـمُــراقِ
أنــا مُــذْ بِـنْــتُ عَـنــهــا بـانَ عَـنِّـي
سُـكـونـي و ارتـيـاحي و اتِّـسـاقـي
أرانــــي كُـلّـمـــا زادَ اغــتـــرابـــــي
و حِـرمـانـي ..لــهــا زادَ احتـراقــي
أذوبُ مِـنَ الـصَّبـابَـــةِ في هَــواهــا
و مِنْ وَجـدي و بُـعـدي و اشتياقي
كَـلِـفْــتُ بـهــا و نحـنُ مَـعــاً فـلَـمَّــا
تـنــاءَينـا عـرفـتُ مَــدى اعـتِلاقـي
تَسـامـى حبُّـهـا في الـنَّـفـسِ حـتَّى
بَلـغــتُ بِحُـبِّـهــا أســمَــى الـمَراقـي
فَـلا ، و الله ، يـفْـتُــرُ بـي و يَخـبــو
إلــى أنْ تبـلُــغَ الــرُّوحُ الـتَّــراقـــي
أنــا بــكِ يــا حـبـيـبـةُ مُســتَــهـــامٌ
عَـمـيــدٌ شَـفَّـنـي عَـنـكِ افـتـرَاقــي
و ظامِـئــةٌ مَـدى عُـمُـري عُـروقــي
إلـيكِ ظَـمـا الـرِّمـالِ إلى الـسّواقـي
لـعـمــرُكِ .. إنَّـنــي بـالـعــهـــدِ وافٍ
كـعـهـدِكِ ، مـا بَـقـيـتُ عـلـيـهِ بــاقِ
دُمـوعـي مِـنْ عـيـونِــكِ نــازِفـــاتٌ
و مِـنـكِ لــمَــدِّ آلامــي اشـتـقـاقـي
تـقــرِّحـكِ الــنَّــوائـــبُ و الــرَّزايــا
و في كَـبِــدِي تُــقـــرِّحُ و الـمَـآقــي
جـراحُ الـشَّــامِ فـيـكِ لـهـا اخـتـزالٌ
و أوجـاعــي و أحــــزانُ الــعِـــراقِ
إذا مــا غَـــامَ وجـهُـــكِ أو تَـجلَّــى
بــإشــــراقٍ .. فـغَـمِّـي و ائْـتـلاقــي
فــهـيّــا يــا حـبـيـبــــةُ قـرِّبــيـنــي
أريـــدُ لـمـنتـهـايَ بــكِ الـتـصـاقــي
و ضُـمِّـينــي إلـــيــكِ و قـيِّـدينـــي
فـقـيـدُكِ مـنـهُ لا أهـوى انـعِـتـاقــي
تـســـافـــرُ بـالحـنيـنِ رؤايََ دُونــي
لـهـا، فَـمـتى يحينُ بـهـا الـتحـاقـي
أعـيـــدونـــي إلـيـهـــا إنَّ فـكــــري
و قلـبـي فـي ذُهــولٍ و انـشـقـــاقِ
أعـيــدونـــي إلـيـهـــا إنَّ عَـيـشــي
و قـــدْ فـارقـتُـهــا مُـــرُّ الــمَــــذاقِ
أعـيـدونـي لحضـرَتِــهــا صِـلـونــي
بـهـا فـالـوصلُ حُلْـمـي و الـتَّـلاقـي
فـإمَّــا ارتـــــدَّ بــي زَمـنــي إلـيـهــا
فــإنَّ الـفــجـــــرَ آذنَ بـانــبــثــــاقِ
ســـأُعـلِـنُ أنَّ مـيـــلادي جَــديـــــدٌ
و أُعـلِـنُ عَـنْ دُجى لـيلي انشقـاقي
عَـســايَ ، إذا جَـمـعـتُ بها شَـتـاتي
أصـيـرُ أنـا و نَـفـســيَ فـي وِفــــاقِ
بـأحضـانِ ( الـلّـطـامـنـةِ ) ارتمـائـي
مُـنـايَ ، و مـا حييتُ لـهـا اعتناقـي
فـإنْ لــمْ ألْـقَـهـــا حــيّـــاً فَـمَــيْتـــاً
إلــيـهـــا شَـيِّــعــوني يا رِفــاقِــــي
فحَـسبـيَ أنْ أُوَسَّــــدَ في ثــراهـــا
و أنْ تَـبلَــى بـهـا مِـزَقـي الـبَـواقـي
و حَسـبـيَ أنْ أنـــامَ قــريـــرَ عَـيـنٍ
فـلا أصـحــو إلــى يــومِ الـتَّـلاقــي
لَـعَـيَشـي طَـيِّـبٌ فـيـهــا و مَـوتــي
و مِـنْ قَـبْــري إلى ربِّـــي مَـسـاقـي

 

شعر / محمد الجوير – سوريا 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً