” أنا والبحر ” / شعر : د . فواز عبد الرحمن البشير-مجلة أقلام عربية

وقفتُ أمامَه أبدي احترامي

وأعلنُ حيرتي ضمنَ الكلام 

 

وحيداً لم يرافقني حبيب ٌ

وغادرني الجميعُ بلا اهتمام 

 

كأني قد أتيتُ كطعمِ صيد ٍ

لبحرٍ في مخططِه التهامي 

 

على كرسيِّ موتي مستريح ٌ

وبات َالضعفُ ينخرُ في عظامي 

 

وأذكرُ كم غزوتُ ديارَ قوم ٍ

وكم فشلَت وكم طاشَت سهامي  

 

وكم من مرةٍ حاولتُ  صيدا ً

فلم أفلح ولم أبلغ مرامي

 

وكم قد قلتُ  أشعاراً بليلي

فلم تحفل ولم تقبل  كلامي

 

وكم حاولتُ لو  أهدي ورودا ً

لمن أهوى فجاءَت لاتهامي 

 

ألا يابحر ُلا تغضب لأنّي 

أتيتُك حاملا ًبعضَ الملام 

 

فكم ناديتُ أن يا بحرُ خذني 

ولا تترك فؤادي للئام 

 

بأيام ٍرأيتُ العيشَ فيها 

كمن يرضى المذلة َللكرام 

 

وها قد جئتُ نحوكَ بعد لأيٍ 

أجرجرُ كلَّ أخطائي أمامي 

 

فلا تبخل علي َّوكن رؤوفا ً

وقابلني بحبٍّ  وابتسام

 

وقل للموجِ أن يهدا قليلاً

لعلَّ النفسَ تفرحُ بانضمامي 

 

ألا يا بحرُ كم أهلكتَ خلقاً 

فذاقوا منكَ كاساً كالمدام  

 

وما قد نلتَ مخلوقاً بظلم ٍ

ولا أنهضت َشخصا ًمن منام 

 

ولا أخّرتَ ذا أجلٍ لوقت ٍ

فتحضرُ إن أتى حدَّ التمام 

 

فتأخذُه ولو عن ظهرِ طوفٍ 

فيُسلَبُ من قعودٍ أو قيام ِ

 

ألا يا بحرُ إن جاوزتُ حدّي 

فخذني مثلَّ صبٍّ مستهامِ 

 

وأبلغني المرادَ وكن حليفي 

فنارُ الشوقِ زادَت باضطرامِ 

 

لعلّي إن غرقتُ ونلت ُ حظي 

عرفتُ لدى الحبيبِ إذاً مقامي 

 

وقد يرضى عليَّ ببعضِ شعر ٍ

وصفتُ به ِاشتياقي أو غرامي

 

وقد يجدي خشوعي يومَ أنّي 

بذلتُ لهُ صلاتي أو صيامي 

 

أنا يا بحرُ قد أنهيتُ قولي 

فذا بوحي إليكَ وذا سلامي

 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً