إلـى أيـن بي يـا حزنُ ..؟ / شعر : أديب منصور بادي

14925382_152739111857536_325442281187070686_n

  • إلـى أيـن بي يـا حزنُ ..؟

 

إلـى أيـن بي يـا حزنُ لـيلاً ستذهبُ 
وبي من معينِ الدمعِ ماليس ينضبُ ؟!

إلى أيـن تمضي بي ودنـياي ظـلمةٌ 
وحولي سـديمُ الليلِ سـجنٌ وغيهبُ؟!ُ

رمـتـنـي بـه كفٌ تـمـادت بـبـطـشها 
فـأمـسـيـتُ لا أدري إلـى أيــن أهــربُ

غــريــبٌ ولا أدري لــمـاذا أنــا هـنـا 
غـريـبٌ سـوى أنـي مـع الحزنِ أغربُ

هنا حيث وهم الخوف أمسى حقيقةً 
ووجه الردى نحوي بعينيه يـرقـبُ
ُ
أُنـادي فـلاَ شيٌُ يـجـيبُ سوى الصدى
وأبـــكـــي فــــلا أمٌ تــــحـــنُ ولا أبُ

يتيمٌ عـلى الأرضِ التي مات حُلمُها 
صــبـي وفـي جـنـبـيـهِ قــلـبٌ مُعـذبُ

تـطلُ عـليها الـشمسُ في كلِ ضحوةٍ 
وفـي مـقـلـتيها الـدمعُ كالنارِ يـلـهبُ

وفـيـها مـن الأحـزانِ مـالـيس ينتهي 
إلـى أن يـشـيخَ الـحـزنُ يـومـاً ويتعبُ

وتـمضي بها الأيـامُ عـطـشى كأنـها 
لها خـلف دنيا القهر مسقى ِومشربُ

تُسقي جـديبَ الرملِ مـن ماء عـينها 
وفـي وجـنـتيها الـقهرُ يـنـمو ويعشبُ

عـلـى أي جـنـبٍ فـيك يا ليلُ أرتـمـي 
ووقـع الـصدى الـمرتد مازال يصخبُ ؟!

لقد ضاقت الأفاقُ من ضجةِ الصدى 
لما لم تضق بالحربِ صنعاء ومأربُ ؟!

لــمـاذا هـنـا مـازال لـلـمـوتِ صــولـةٌ 
ونـهرُ الـدما مـا زال كالمُزنِ يـسكبُ ؟!

لــمـاذا هُنـا تـرقـى إلـى اللهِ أنـفـسٌ
وفـيـهـا طعامُ الجوع بالحلقِ مُسغِبُ ؟!

مـن الـحزنِ أم للحزنِ يا ليلُ أشـتـكي 
سـؤالي الـذي مـا زال بالحلقِ يَنشبُ ؟!

تـمـرُ الليالي الـسمرُ مـغلولة الخُطى 
فــمـن ذا يُنـسـيـنـي سـؤالـي ويُعـرِبُ ؟!

خبا الجمرُ يا حُزني وما زلتُ ساهراً 
فـقـل لي : متى عني ستنأى وتذهبُ ؟!

مـتى ؟! قـال: لا أدري ولـكـن سأنجلي 
إذا كـان حــظــي مــنــك روحٌ تــغـربُ

كفاني عـذاباً مـنـك يا حـزنُ لم أعد 
صديـقـاً ولـلأحزانِ ما عـدتُ أصـحـبُ 
ً 
دنا الصبحُ ياحزني وفي الروح لهفةٌ 
وقــلـبٌ بـنـارِ الــبـعـدِ دومـاً مــعـذبُ

ومـــا هــذه إلاَّ ســـطــورٌ نــزفــتــهـــا 
وبـــي مــنــك مــا يــكــفـــي فـــلا تــتــعـــجـبُ

✍  أديب منصور بادي 

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …

اترك تعليقاً