- الطـِّــــــــــــــــــــرْح
ـ أ ُجهـِضْت كالأنفاس ،
مُت ْلأعيشَ ، مُتْ يا قلب أمّك كي أعيش
سَكنتْ قـُرى العَدم المريح أجِنَّة ٌفي مثل سنّك…
ـ ياصغيري ـ لا تخفْ
عدم صغير يسْحب الأرحام منك ليهدركْ
يا أيها المطرود من دفء الحشا…
يا قلب أمِّك…أيها الممنوع عني …لم أركْ
… تلك الجريمة غلـَّـقت بوّابة العَلـَن المريض ،
وأنت قلب ما وَعى أمل التشكّل ….ليت أمك لم تكنْ
هبْني منحتك راحة..ساقين ..وجها دافئا..رئتين ..
ثغرا يمنح المعنى حياة كاملهْ
هب ْقلب أمك أقَنع الدنيا بقلبك،،
مَن يجيز حياتها لتكون أمك ليت أمّك لم تكنْ!
مُتْ كي أعيش فلست أوّل من يموتْ
يا سيّد العدم الصّغير وتاج مملكة صموتْ
متْ كي أعيش فـــلست أوّل من قـُتلْ
يا سيّــد العدم الصغير وتاج مملكة الأزلْ
ألقٌ بشكل القلب ترضعُه الطيورُ عِناقـَها
مازال يَعْلق بالرّياح وما يضوع مع الأمومة من نفسْ ..
لو نام ،تحرسه العطور ولو بكى النـَّفس احتبسْ….
+++++
ـ يا أمُّ تسرقني يد الآلات منك
ويمتطي برد العيادة أضلعي ،
يا أمُّ شهوتك الغريبة أرهقتني
والنساء يلِدْن كالمدن المزابل والقططْ
يا أمّ تنزعني التقاليد القديمة من فراشك ،
أيقظيني كي أقبّل قلبك المحروم منـّي ..
أيْقظيني كي أعدّل خطة َ الإنشاء في خلـَواتكِ السّكرى
بطعم الموت ِ يا أمّ الجنينْ….
تبكين؟؟ والرحم اختصار الموت في القبر الصغير
بحجم قلب لم يطـُلْ أمل التشكّل ِ …لم يطـُـلـْكِ،
يد الممرّض تستبيح مدائني وتزيل مُـلـْكي …
دمدمتْ حقنٌ ..تلوّى الكوكبُ المختونُ في جوف الزجاجة ..
أمهليني يا أنابيب التناسلِ كي أودّعها وأمضي،
أختفي كالوخز في أرحام شوكٍ يابـِسِ..
تبْكين ؟ما يُبْكيك يا أمّ الجنين البائس ِ؟
+++++++++++++++++++++
قلق تـُعَلـِّقه الأجنـّة ُفي الذّيول ْ
من لا تصِرّ على أمومتها الكتابة ُ
بيّضت صحف الــتـّوالد،،
جمّعت قطع التكاثـُر حولها..
اِنتبذت هشاشتـَها الأدلـّة ُ،
والجريمة أغمضت عينا
و أسْلـَمتِ المصائرَ للتلاشي ..والنوافذ لم تبُحْ بالسرِّ،
والإبرُ الحزينة ُ نوّمتْ أنـْفَ المدينة ليلة الطِّرْح المُعـلـّق
والتزاوج يقرع الأجراس في الزّبد الموشّح بالنهودْ…
ـ يا قلب أمّك ليتها هبّتْ لترضعك الظباء ُ فيشتري غدك الوجودْ
أنت الحقيقيّ ُ،القصيُّ،
القاتلُ،المقتولُ.. هجْعتـُك انتفاخ الكون في الرّحم المدنـّس ،
نفخة الملكوت تقتحم الخفا شبَحا
تـُعلـِّقه الأجـِنـَّة ُ في الذيولْ!
ـ يا أمّ قد دُعِيَتْ ملائكة إلى يوم الختانِ…….. فهل دُعيتِ؟
وهل أفقت ِعلى بكائيَ……هل أفقتِ؟
وهل سهرتِ على جراحي َ؟ هل سهرتِ؟..
بدموع طفلك قد تغرْغرتِ الحقنْ!
يا أمُّ تذبحني السكينة والسكنْ
ـ يا قلب أمّك ليت أمّك لم تكنْ!
ـ تكـْتظ ُّ أفنية المقابر بالثكالى غير أمّي …
ما وجدت نواح أمّي يسأل الباكين عن جوعي
وعن لبنٍ تيبّس كلـّما خِلـْتُ التـّرابَ ترائِبا
والصّخر ثدْياً ناشِفا..
يا أمُّ فـُكـِّي ما عصَبْت به عيوني..كي أجيئكِ…
أطْعميني ما تخثــَّر في فؤادِكِ من لـُهاثٍ ..
أغرِقيني في جراحك قبل أن تـَـلـْتامَ …
ضمّيني لكيْ أشتمّ رائحة الأمومة ِ
ربّما اختلطتْ على الولـْدان رائحة الإناثْ
- بقلم : فاطمة عكاشة ـ تونس
عن مجموعة :” بذرة ضوء تجدد غصن النهار “دار سحر للنشر الطبعة الأولى 1999