- المولد
الأرضُ في قحط ٍ تلوكُ مرارة ً
والحقلُ في ظمأٍ من الأوزار ِ
وظلام ُهذا الكونِ في إغرائهِ
يوحي بإمحالٍ و عهدِ بوار ِ
والبحرُ زادَ ملوحةً وتوحشاً
و الجدبُ في الأرواحِ كالإعصارِ
والناسُ في سفهٍ تغيَّر حالُهم
ونفوسُهم حدرَت مع التيارِ
حتى البهائمُ قد غدت في وحشةٍ
ترعى على ثقلٍ من الأكدار ِ
كلُّ القلوب ِتصحَّرت في حرقةٍ
فكأنَّها قد أُلقيَت في النارِ
والروحُ لا تهنا بغيرِ وليفِها
ذاكَ الذي من عالم ِالأسرارِ
كيفَ التوصّلُ للسكينةِ والهنا
في ظلمةِ الأوهام ِوالأفكارِ
كيف السعادةُ في الحياةِ وإنَّما
بالحبِّ يُعرَفُ معدنُ الأخيار ِ
يا نفسُ مالكِ في الطريقِ مضاعةً
عطشى وماؤك ِحاضرٌ في الدار ِ
أوما علمتِ بأن َّعيشَكِ قد صفا
فلتفرحي بولادةِ المختار ِ
أوما ترينَ الأرضَ لانَ جنابُها
وتزيَّنت بولادةِ النوّار
أوما ترينَ البحرَ أصبحَ هادئا ً
والنفسُ في شوقٍ إلى الإبحارِ
أوما ترينَ النارَ خفَّ سعيرُها
والنورُ عمَّ مساحةَ الأمصارِ
يا نفسُ إنَّك قد وُلدتِ اليومَ اذ
وُلد َالحبيبُ وجاءَ بالأخبارِ
فتعطري بجميعِ ألوانِ العطور ِ
وهلّلي بمحبّةِ العطّار ِ
لا عطرَ إلا من وجودِ محمّدٍ
في الكونِ والتخييلُ من أعذاري
فرحَت به أرضي وزادَ جمالُها
واستبشرت بقدومِهِ أشجاري
وجميعُ أرواحِ الخلائقِ قد زهَت
وتفتّحَت شوقاً لهُ أزهاري
هوَ سيّدي وأنا الذليلُ بجنبِهِ
والذلُّ بينَ يديهِ ليسَ بعارِ
لا فضلَ لي أنّي أحب ُّمحمدا ً
فمحبّتي قدرٌ منَ الأقدارِ
يا رب ّإني قد سعدتُ بحبّه ِ
ورضيتُه طوراً منِ الأطوار
فاذا بُعثتُ فلن ألوذَ بغيرهِ
هو موئلي من غضبةِ الجبارِ
واذا سُئلتُ فإن ّنصفَ إجابتي
أنَّ الصلاةَ عليهِ من أذكاري
- د . فواز عبد الرحمن البشير – سوريا