“*خُطُّ القطيف*”: سحر البحر والوطن
خُطْ تُؤانسها المدينةُ مشرعةٌ
والحُبُّ من أنوارِها قد أودَعَهْ
والمسكُ يَعبقُ في منازلِ ساحها
والريحُ مِن أنفاسِها لنا أَمْنَعَهْ
والشعرُ للأرواحِ يفتحُ بابهُ
فكأنَّهُ مِنْ نورها قد وَرَعَهْ
فهيَ الزعامةُ في بهاءِ مهابِها
وكأنَّها للعاشقينَ مُرَجَّعَهْ
هي جَنَّةُ التاريخِ، شمسٌ أفقها
وكأنَّها تاجُ السماءِ ومَوْضعَهْ
في ظلِّها الأرواحُ تهفو خُشَّعٌ
والدهرُ من أنوارِها قد أَخْضَعَهْ
يا قِبلةَ العشَّاقِ، سِرٌّ ساحرٌ
يجري المدى بحنينِها ويُسمِعَهْ
في كلِّ أرضٍ تُشرقينَ عظيمةً
والنُّورُ في كفَّيكِ يَسري مُشرِعَهْ
أنتِ الهوى، والمجدُ أنتِ عزيزتي
وسلامُ قلبي في رُباكِ ومَضْجَعَهْ
فاللهُ أهدى للحياةِ سَناؤها
فيكِ الجمالُ، وفيكِ حُبٌّ مَنْبَعَهْ
خُطٌّ، ووجهُ العزِّ يَشرقُ شامخًا
يبقى هواها في قُلوبٍ مُتْرَعَهْ
فحلِّقي، يا خطُّ، فوقَ بحورنا
يا مَن مداها في فؤاديَ أوْدَعَهْ