أدين لأصدقائي
حين يأكلون
من مأدبة المآسي
المكتضة بأطباق البؤس
في “بوفية” التعاسة
لأني لا أستطيع إنتشالهم ودفع الحساب
أدينُ لهم لأني هناك
على المائدة نفسها
أكلت “الصَبوح”
كِسرة من الحزن
وشربت الدُموع
حتى اختنقت من الشبع
وتغدى وتعشى بي الكدر
لهذا أدينُ لهم بصاع من الآسىَ
وقيراط من الأعذار
في الحج يتساوى الناس بلباسهم
وفي بوفية التعاسة
الناس كلها سواسيه
نفس القهر والمنغصات
وهناك تعرف حقيقة
ان الجميع متعبون وعاجزون
لكل واحد منهم قصة ولكن الهم واحد
أحزن على رفاقي
حين يتساقطوا
بؤساء واحد تلو الآخر
في شارع الأوجاع
منهكين على رصيف الخذلان
حزين لأجلهم ففي نفس الشارع
ارتديت المرارات لحافا
وصنعت من الهزائم وسادة
أحزن لأجلهم لأني أعجز حتى عن مواساتهم
في الجامعات تتفاوت الدرجة الأكاديمية
وفي شارع الأوجاع
يوجد الفلاسفة فقط
وهناك تدرك أن المجانين
بكامل قواهم العقلية
في كل مدينة يمنية
تجد الكثير من هذه “البوافي” والشوارع
في كل زاوية منها تجد الحيوانات كالقطط والكلاب
تتعايش مع غيرها ك الشحاديين والمشردين لأنهم
يتضوروا نفس الجوع
ويعانوا ذات الحرامان
ويفترشوا نفس الباحات
وغالبا ما يأكلوا من برميل واحد على أرضية واحدة
ك أسرة واحدة
الصداقة قيمة عظمى
ورباط وثيق
شوهت البرجماتية سمعتها
ومرغتها الاعيب السفلة بالتراب
كثيرا ما اتحاشى اللقاء بأصدقائي
لأني لا امتلك النقود
لأشتري لهم السجائر على الأقل
ليحرقوا ما تبقى من احزانهم في الهواء
وهذا يؤلمني لذلك لا يوجد اقسى من شعور العجز
تجاه كل عزيز او صديق مقرب.
#يوم_الصداقة_العالمي