ريثما كنت / بقلم : صباح سعيد السباعي – سوريا

23905538_1802763430023003_3091374732688519201_n

  • ريثما كنت

من على الشرفة إطلالتي هذه المرة؛ استثنائية…. 
مظلة وظلّ يمشي يحملها….

أكاد أقع وأنا أتدلّى، لأميّز ما وقع عليه بصري… 
كل يوم أرى الناس هنا…. خطاهم، ثقيلة تنزّ كلاما؛ يخترق الطين والإسفلتَ…
وجوههم واجمة، يبتلعون ريقهم المنشىّ…
يرفعون أيديهم للسلام كأنهم مبرمجون…. 
لم ينتبهوا لي مرة وأنا على طرف الطريق أشير لهم وقد تعثرتُ ….
هذه المرّة الأمر مختلف، وكأني في مجرة أخرى…. 
كل شيء فارغ حتى أنا لا أشعر بشيء إلا أن أعرف صاحب المظلة…..تسرقني الدرجات؛ تضعني في منتصف الشارع، أرى ظلي يتبعني…. 
ويقفز فوق الأشجار كأنه عني تولّى….
واختفاء المظلّة صار معضلتي، 
أغراني الموقف بالركض وراءه وكأنه يعرفني….
يحاصرني؛ يعاتبني: كيف عني تتخلى؟
أنا الجواب الذي خفت أن تقوله… 
أعود إليكَ للقصاص…. 
ارتميتُ مغشيًا عليّ….
عاد كل شيء غير ما كان… 
وعدتُ إلى وعي مظلّة

  • بقلم :  صباح سعيد السباعي – سوريا 

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

اترك تعليقاً