- في حديقة الحيوان
لمَّا دخلتُ حـديقةَ الحيــوانِ
أبصَرتُ شيئاً خَارجَ الحسبـــانِ
عزاً على وجهِ القـرودِ وبطرةً
وعلى الأسودِ علامةَ الحــرمانِ
وتسلقَ الأسـوارَ قِـرْدٌ ســــافرٌ
صوبَ العرينَ يسيرُ كالسُّلطـانِ
وقفتْ بحضرتهِ الأسودُ ذليلةً
تحسـو التـــرابَ بذلةٍ وهـــوانِ
جهلت أمامَ غُـــرورهِ جبـــروتَها
واستسلمتْ للبغي والعــــدوانِ
ياأيُّها الأُسْدُ المهـــابُ زئيرُها
ياحـاكماتِ الغَابِ والشُطــــــآنِ
هل ماأراهُ حقيقــةٌ ملعــــوبةٌ
أم أنهُ ضــــربٌ من الهــــذيانِ؟
أقعى هِـــزَبرٌ ثم أرسـلَ نظــرةً
مشحـــونةً بالنــارِ والطُّــــوفَــانِ
لوكان يدري مالمحَاورة ُاشَتكَى
مِن باطلِ الأســوارِ والجـــــدرَانِ !
ودعتُــهُ ولســـــانُ حـــالي قائلاً
صبــــراً جميـــلاً يارفيقَ زمـــانِي
فلئنْ جفاكَ الوقتُ إجحافاً فقد
إغتـالَ فينا حُـــرمةَ الإنْســــــــانِ
- شعر : وضاح أبو شادي – اليمن