ليسَ شَرطًا
أن يَكون السّجْنُ قَيدًا
مِن حَديدْ
أو جِدَارًا عَاليًا
يَمنعُ نُورَ الشّمسِ ِ
عَنْ بعضِ الحَيارى
مثلما تَمنعُ بعضُ الأمّهاتِ
الثّدي عن طفلٍ وليدْ
عنْ مُلاقاةِ الأهالي
يومَ عيدْ
لستُ أنفي
وحشَةَ السّجن بتاتًا
نَظرةُ السّجَّانِ تَكْفي
وحشةُ الأبواب تكفي
فرقة الأبناءِ تكفي
كي تُذيبَ الرُوحَ فينا
مثلَ كوماتِ الجليدْ
ليسَ شرْطًا….
فهنا من خارجِ الأسوارِ
سِجنٌ واسِعٌ
من دون قيدٍ أو حديدْ
يحبسُ الأرواحَ والآمالَ والأحلامَ عنَّا
يسرقُ الأصواتَ منّا
يقتُل الأطفالَ فينا
وترانَا من بعيد
نُشبهُ الأحرار لكنْ كلّنا
فيها عبيد كلّنا
فيها وحيد
- الشاعرة سيرين الغرايري – تونس