لقد هَدَّ الحنينُ عظيمَ صبري
فمالي حيلةٌ إلا البكاءُ
أينفعُ أن أنوحَ كمثلِ طفلٍ
فيأتيني من الشكوى اللقاءُ
بذلتُ القلبَ في خِلٍّ جميلٍ
فهل يُجدي إذا بُذِلَ الرجاءُ
أما يكفي بأني حين أغفو
يرافقني من الذكرى العناءُ
فلا أرضٌ تقيني همَّ قلبي
ولا تبكي لمأساتي السماءُ
ولا أرضى بغيرِ الحِبِّ حِبًّا
ولو كان السِّوا فيه الدواءُ
عرفتُ الحُبَّ في أفنانِ روحٍ
لها روحي إذا صحَّ الفداءُ
جعلتُ الحِبَّ في همسٍ وصمتٍ
فزادَ الحُبُّ يتبعهُ الدعاءُ
لئِن لَبّوا فزاروا أرضَ حِبّي
لقد لبّى لطعلتهِ الفضاءُ
بعثتُ مع الحجيجِ فؤادَ صَبٍّ
ليُنحَرَ في مِنى فلهُ الدماءُ