الْمَــــنابِـــع
=======————————– الشاعر حسن منصور
الشِّعرُ جَـفَّتْ فِي الفُــؤادِ مَـنابِعُــهْ || وذَوَتْ أَزاهِــرُهُ وصَـوَّحَ يانِـعُـــهْ
والصَّدرُ مُنْقَـبضٌ تَجــيشُ خِلالَـهُ || أحْـلامُـهُ وهُـمـــومُــهُ ونَـوازِعُــهْ
والعَــينُ تنْظُرُ حــوْلَها في عـالَـمٍ || لَـــمْ يَـبْـقَ إِلاّ رمْـلُـــهُ وَبَـلاقِـعُـــهْ
ماذا يَهــيجُ الشِّـعْــرَ إِلاّ رَوضَــةٌ || والـدّوْحُ فــيهـــا لا تَنـامُ سَواجِـعُه
فَــنَهـــارُهــا أنْشـــودَةٌ خَــــلاّقَــةٌ || واللّيـلُ تَسـبـيحٌ تَـفـيضُ مَـدامِعُــه
مــاذا يُفَجِّــرُ في الفُـؤادِ مَشاعِـرًا || إلاّ الْحَـنـينُ وشَـوْقــهُ ومَواجِـعُــه
يا مَنْ هَتَفْتَ معَ الصَّباحِ معَ النّدى|| ومعَ انْطِلاقِ النُّورِ كُـنْتَ تُشايِعُـه
ومَشيْتَ تَهْــتِـفُ لِلحَــياةِ مُغَـــرِّداً || والْخَـطـوُ ماضٍ يَسْتَمـِرُّ تَسارُعُـه
والفَجرُ في عَـيـنَـيْـكَ يَكْـبُرُ نـورُهُ || والقَـلبُ قدْ ضاقَتْ عـليهِ أَضالِعُه
مــاذا دَهـاكَ لكيْ تَـفــرَّ تَراجُـعــاً || إنَّ الكَــريِمَ يَنـالُ مِـنْهُ تَـراجُـعُــه
يا مَنْ وُلدْتَ معَ الْمَكارِهِ والضَّنى || ومَضَيْتَ تَزْجُرُ شَرَّها وتُصارِعُه
بالبِشْرِ والإيِمــانِ تَصـنَعُ مَـنْهَـجا || مــا ضَلَّ يوْمًا عــاقِـلٌ سَـيُـتابِعُــه
ومَضَيتَ رأْسُكَ في السّماءِ مُحَلِّقٌ || مـا هِـنْـتَ يوْمـاً للْعَـدُوِّ تُـوادِعُــه
ولَكَمْ كَـبْوْتَ وَعُـدْتَ تَنْهضُ واقِفا || والأَمْـرُ في يَدِكَ القَــويَّةِ جـامِعُـه
في صـدْرِكَ الإيِمــانُ أنَّــكَ مالِـكٌ || هذا الْمَـصيرَ هُـنا، وأنّكَ صانِعُـه
وَتصرَّفَـتْ يُمْــناكَ في دُنْيــاكَ ما || أعْــيـاكَ أمْـرٌ بالبَـيانِ تُقــارِعُــــه
أمْ هَـلْ تَشَظّى القَــلـبُ مِنْ آلامِـ،هِ || وطَـغْــتْ عـليْهِ هُـمومُه وفَواجِعُه
فَعَجَزْتَ عَنْ صَوْغِ القَصيدِ مُحَلِّقاً || ومُجَـلْـجِلاً بالْحَقِّ يَصْدَعُ صادِعُه
أوْ كَالـنّسيم ِمَـعَ الصَّباحِ مُعَــطَّـرًا || وحَـفـيـفُـهُ كاللّحْنِ يطْرَبُ سامِعُـه
فهلِ الذي أعْــطاكَ عـزْماً مـاضِياً || لم يُعْـطِكَ القـوْلَ البَلــيغَ يُشايِعُــه؟!
*******
فاجْمَعْ شظايا القـلبِ واجْعَلْ خَفْقَهُ || في مَسْمَـعِ الدُّنـيـا تَرِنُّ رَواجِـعُــه
واصْبِرْ على الأَلَمِ الْمُقَدَّرِ واحْتَسِبْ || لــوْ أنَّــهُ سُــمٌّ وأنّـَكَ جــــارِعُـــه
واعْـمَلْ كَما اعْـتادَتْ يَمـينُكَ دائِماً || فَوَراءَكَ الْماضي تُضيءُ نَواصِعُه
وأمـامَـكَ الغَـــدُ لا يَـزالُ مُـبَـشِّـرًا || بالـفَجـرِ يَبـدو مِنْ بَعــيـدٍ طـالِعُــه
وانظُرْ بِعينِ القَلبِ قدْ ذهبَ الدُّجى || إنَّ الطَّـريقَ سَيَـنْجَـلي لكَ واسِعُـه
وانظرْ إلى شُـمِّ الْجِـبالِ إلَى الـوِهـــادِ، فَـذا الـرَّبيعُ بدَتْ هُـناكَ روائِعُـه
قُــمْ مِـنْ رُقــادِكَ والْتَحِــقْ بالـرَّكــبِ إنَّ الفجـرَ لَمْ يَأْبَهْ بِمَـنْ سَيُقـاطِعُـه
أوْ فَاصْــنَعِ الفَجْــرَ الـذي سَـيَزينُهُ || هــذا الـرَّبيعُ وزهـــرُهُ ومَـرابِعُــه
منْ قَـلـبِـكَ الصّافِي فــإِنَّ صَفــاءَهُ || نورٌ يُضيءُ لـكَ الْحَـقـيـقةَ ساطِعُه
إِنِّي أُعــيذُكَ أَنْ تَخـافَ مِنَ الرَّدى || أوْ أنْ تظُــنَّ بـأنَّ نَومَــكَ دافِـعُــه
وكَـفــاكَ تَشْرَبُ كأسَ هَــمٍّ نـاقِـــعٍ || فَــالْهَــمُّ أَقْـــتَـلُـهُ لِـقَـلــبكَ ناقِـعُــه
ودَعِ الوَرى وانْشُدْ بِفِعـلِـكَ خَيْرَهُم || فالْخَـيرُ زَرعٌ ليسَ يَنـدَمُ زارِعُــه
مـا كلُّ مَنْ لَبسَ الْمُـسوحَ بِراهِــبٍ || أوْ كلُّ مَنْ عــرَفَ النّبيَّ يُطاوِعُه.
********************
الشاعر حسن منصور
[من المجموعة العاشرة، ديوان (تقاسيم على مسيرة الزمن) – دار أمواج 2014م ـ ص51]
شاهد أيضاً
ريمة
دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …