- مرج التصورات
على مقعدي في مقهى لأول مرة؛ فارغ إلا من نغمات موسيقى قديمة….
النادل ينتظر مغادرتي؛ لم يحن وقت الإغلاق…
ربما أظلمه وهذا محض ظني لأشغل نفسي؛ أن هناك من يهتم لأمري….
تخيلتها أمامي تشغل نفسها بالجريدة؛ مع أنه لا أحد يحملها الآن…
بعدها تفكّ شالها، وتضع عنها معطفها….
أقترب منها و أعتذر عن تأخيري…
_: أوصلت التائهين إلى محطاتهم…
عبّأت خلطة عطر لأجلك قبل أن يتلوث الهواء وتجف قواريرها….
فككتُ الخيل؛ رممتُ ذاتي لأليق باللقاء….
أنعشتُ صحوًا من دواره…..
وأتيتُ متأخرا نصف ساعة….
اعذريني سابقتُ خطواتي خانتني؛ فالطين
أحد الأسباب…
لم تلتفتْ ولم تُعر أيّ اهتمام…
غضبى هي….
نسيت أن أخبرها أني كل يوم أدعوها وتأتي
اكسري طوق صمتك الآتي من الغياب….
أخبريني ولو بإيماءة…
يقترب النادل يكلمني لم أفهم القصد….
نسيت أني مهاجر؛ معتاد على غرفة من أطياف وبضع خطوات نحو هذا المقهى….
مدني على طاولاته… وسرّ يجوب في الأجواء….
لن يفكه سواكِ ….أنتِ الشمس التي أحضرتها من وهج اشتعالي….
لكِ اعترافي…
خذلتكِ…
ردت: ارجع و ابحث عن فيض نور حينها تسعد بلقائي….
- صباح سعيد السباعي