- مزامير … مرثية لتمثال الملح
بِصمتِ المنافي تحتويك الشوارعُ
وقيظِ الفيافي ترتديك الزوابع
يشير إليك العابرون بريبةٍ
كأنك لصٌّ والبيوت أصابع
وئيداً كحلم الطفل واهٍ ككِذبةٍ
تُعلِل ذات الطفل ، والطفل جائع
نحيلاً كسيف الشّمر أيام سلّه
على شرف الماضي الذي الآن ضائع
بريئاً كذئبٍ آخَتِ البِيدُ بينه
وبين نَبيٍّ شرّدته المواجع
مُرِيباً كثوبٍ مزّقته ذبابةٌ
وحاكت مراثيه النصال القواطع
صبوراً كمن ألقى بآخر قشةٍ
وقال له: هيداه . والحمِل باخع
تعال نسُبّ الريح فالريح عاقرٌ
ونلعن جدران الذي هو واقع
ونغتاب أحلاماً تشظّت خِلالها
شجونٌ وآوتها إليها المهاجع .
وراءك عمرٌ كالسراب كما ترى
وبين يديك الغيب رحبٌ وشاسع.
- الشاعر اسماعيل الخديري – اليمن
- مايو 2017 م