على الهمِّ أغفو فالهمومُ مَراقدي
وبالحرفِ أشفي من جراحِ شدائدي
أُداري بحرفي كلَّ نزفٍ كأنني
ألُفُّ جروحي والضِّمادُ قصائدي
وأضحكُ في شعري وأكتبُ للهوى
ويبكي فؤادي كانتحابِ الولائدِ
أُسَرّي ببَسمٍ كالمقيمِ على الهنا
وصدري مقيمٌ فوق نارِ المواقدِ
مدادي دموعٌ لا تغورُ على المدى
وبحري عميقٌ من عظيمِ تَناهُدي(١)
وفكري شريدٌ في البلادِ كخيمةٍ
فهّلا جَمعتُم في الخيامِ شرائدي
وإنْ جُمِعَت عند الإدامِ عيونُنا
شربنا دموعًا بعد فَرْقِ الموائدِ
نعيشُ على الآمالِ في ذُلِّ مشهدٍ
كأنّا طلولًا في ابتغاءِ التَّلائدِ
سرابٌ من الأفراحِ قد راحَ في النّوى
وغارَ كما غارت قَراحُ المواردِ
فيا دارُ أين المَجدُ أم جُدَّ(٢) جِدُّنا
ودارت علينا الناسُ من بعدِ ماجدِ
لقد هانَ عند الأقربينَ عظيمُنا
فلِمْ لا يَهونُ العُظمُ(٣) عندَ الأباعدِ
* شرح بعض المفردات :
(١) وقال: قد تناهد الحوض إذا دنا من ملئه.
[أبو عمرو الشيباني، الجيم، ٢٦٦/٣]
(٢) وجَدَّ الشيءَ يَجُدُّهُ جَدًّا: قَطَعَهُ
[ابن منظور، لسان العرب، ١١٠/٣]
(٣) واسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ وتكبَّرَ، وَالِاسْمُ العُظْمُ
[ابن منظور، لسان العرب، 410/12]
شعر : مصطفى كردي