- ملاك مسافر
من أيِ نافذةٍ أطلَّ
هذا الذي للحبِ صَلَّى
هذا الذي ماجاءَ إلا
كي يُقالَ له تولى
فـغدا السعادة كلها
وأثارَ أحداقي و ولَّى
و أنارَ كلَّ مشاعري
بالحبِ قاسمني وعلَّى
من أينَ جاءَ مهرولاً
حتى تملكَني وحَلَّ
من دون أي حكايةٍ
أفضى مفاتنهُ وسلّا
فغدوتُ فيه معلقاً
اخشى اذا مازادَ وصلا
أخشى أذا ما قال لي :
(ضَبَّحت بي) وأعودُ طفلا
قد كان يوماً صاحبي
والآنَ هاقد صارَ خِلَّا
فـأنا أنا الأولى بهِ
وهو الذي بالقلبِ أولى
عيناهُ ترقصُ نونها
فأصيرُ أنقاضاً وأشلا
واذا مررتُ بخطوهِ
أختالُ مبتسماً و أسلَى
واذا رأيتُ رسالةً
لكأنني عانقتُ فُلَا
واذا سمعتُ حديثهُ
أبدو كمن بالخمرِ حَلَّى
عيناهُ قدسٌ عاشقٌ
جفناهُ كالآياتِ تُتلى
والطِيبُ ينهلُ عطرهُ
من خافقيهِ إذا تجلى
و الإبتسامةُ لم تزل
تحتلُنِي بيتاً و أهلَا
شقَّ الفؤادَ بحسنهِ
وأعادَ ترتيبي وأملا
واحتلَّ أضلاعي كما
للقلبِ والعقلِ استحلَّا
وَحَشَى الحياةَ بساطةً
واليومَ غادرها وأَخلَى
ومضيتُ أركض هائماً
والشوق أثقلني وأبلى
واليوم غابَ كأنهُ
بالموتِ للروحِ استهَلَا
ماعاد يأبهُ بالفراقِ
ومن جنوني الآن ملَّا
ناديت مهلاً إنني
بيديكَ يامجنونُ مهلا
الحبُ أن تبقى معي
لنصيرَ أشجاراً ونحلَا
ما عاد يأبه بالردودِ
وما تراجعَ أو تخلى
ماعاد ينظرُ بسمتي
عن كل أشعاري استَقَلا
لكأنَ لي قلبٌ حديدٌ
لاينوحَ أسىً و ذُلَّا
لكأنهُ ماكان يعرفُ
دمعتي يوماً وإلا ..
غاب الحنانُ وها أنا
مَيتٌ وبي وجعي تدلى
جسدٌ بلا روحٍ هنا
بالذكريات اليوم يُصلَى
والذكرياتُ تقاسمت
مابينَ جرحانا وقتلى
أنا لا أزالُ مقيداً
بهواك هلَ لي قلتَ أهلا
حتى أجيبكَ مرةً
يامرحبا أهلاً وسهلا
- أحمد عطاء