ملامح الرمزية في قصيدة (صلاةٌ في بيت عرار) للشاعر محمد عبدالله البريكي
بقلم / محمد أحمد حسن
أولا : النص
آخَيْتُ فيكَ عُروبتي ودَواتي
فاقْبَلْ وُصولي كَيْ أُتِمَّ صَلاتي
ما أَتْعَبَ السَّفَرُ الطّويلُ رَواحلي
تَعِبَتْ رَواحِلُنا مِنَ العَثَراتِ
يا سَيِّدَ البَيْتِ الّذي ما جِئْتُهُ
إلّا لأجْمَعَ في فَضاهُ شَتاتي
سَنَواتُ عُمْري كالحِسانِ أَخونُها
ولِأجْلِهِنَّ تَخونُني سَنَواتي
لَكنّني بِعُروبَتي مُتَمَسِّكٌ
عيَّنْتُها وَطَناً على أبْياتي
وبَنَيْتُ لي طَللاً تَنَزّلَ مِنْ “قِفا”
وجَعَلْتُها بِمَحَبَّتي عَرَفاتي
يا “مُصْطَفى وَهْبي” سَتَعْلَمُ أنَّني
مُتَعلِّقٌ بالرَّمْلِ في فَلَواتي
لَمْ أتَّخِذْ سَكَناً يُناطِحُ غَيْمَةً
سَكَني قُلوبُ أحِبَّتي وصِفاتي
ها جِئْتُ “إربِدَ” واحْتَضَنْتُ فَضاءَها
ونَصَبْتُ في أرْجائها خَيْماتي
“إربِدْكَ” يا ابنَ الأكْرَمينَ كَريمَةٌ
كَرمَ المَشاعرِ في رُبا كَلِماتي
فَهُنا أكُفٌّ كالسَّحابِ إذا هَمى
أحَسَسْتُ أنَّ الماءَ نَحْويَ آتِ
وتَضاحَكَ الكَرَزُ المُقيمُ بأحْرُفي
واللَّوْزُ والزَّيتونُ في الطُّرُقاتِ
مِنْ سَهْلِ “حَوْرانَ” استمَدَّ حَياتَهُ
فَزَهَتْ بأرضِ الطيِّبينَ حَياتي
سَهْلٌ خَصيبٌ مِثْلُ سَهْلِ قُلوبِهِمْ
مَنْ لَوّنوا الأفْراحَ في السَّاحاتِ
فالأُرْدنيُّ إذا أَتَيْتُ ديارَهُ
أنْسى بِبَسْمةِ وَجْهِهِ كُرُباتي
“تَتَمَنْسَفُ” الدُّنيا على عَتَباتِهِ
وعلى ابْتسامتِهِ “الكِنافةُ” تاتي
يا “مُصْطفى وَهْبي” اسْتَمِعْ لِقَصيدتي
فَقَصيدتي يا مُصْطفى مِرْآتي
قَدْ زُرْتُ بَيْتَكَ يا “عَرارُ” فقُلْ لَهُمْ
إنّي وَجَدْتُ بِدِفْءِ بَيْتِكَ ذاتي
ثانيا: التعريف بالشاعر : محمد عبد الله البريكي , شاعر إماراتي معاصر ,مدير بيت الشعر بالشارقة ,له العديد من الإصدارات في الشعر الفصيح منها :بدأت مع البحر – الليل سيترك باب المقهى – بيت آيل للسقوط – مدن في مرايا الغمام ,وكذلك العديد من الإبداعات الشعبية مثل :همس الخلود – سكون العاصفة – ساحة رقص , وعدد من القراءات الأدبية المختلفة ,إضافة إلى إسهاماته في مجال الإعلام المقروء والمرئي.
ثالثا :التجربة الشعرية في النص : تناول الشاعر في هذه القصيدة شخصية عرار العرب
( مصطفى وهبي التل ) شاعر الأردن في غرض الرثاء في إطار الشعرية المعاصرة ثم انتقل الشاعر إلى غرض المدح للأردنيين وكرمهم في شحص عرار أيضا .
قَدْ زُرْتُ بَيْتَكَ يا “عَرارُ” فقُلْ لَهُمْ
إنّي وَجَدْتُ بِدِفْءِ بَيْتِكَ ذاتي
وقد أطلق النقاد على مصطفى وهبي التل (عرارا) بسبب ما حازه من ريادة شعرية أسست للقصيدة التقليدية الجزلة الرصينة، ولما تنطوي موضوعاتها من انحياز للناس البسطاء والفلاحين، وتقف ضد الظلم، وبسبب ما تتمتع به من بساطة واستعارة للمفردات اليومية المتداولة بين الناس، ولِما للشاعر من تأثير في القصيدة العربية في استعاراته من قاموس اللهجة الدارجة، وتضمينه للأمثال الشعبية في شعره.
رابعا : مدخل نقدي :
معنى الرمز لغة واصطلاحا
الرّمز لغةً كما ورد في المعجم الوسيط( مجمع اللغة العربية ) الإيماء والإشارة، و العلامة وفي علم البيان: الكناية الخفيّة{ ج} رموز. وفي القاموس المحيط ( الفيروز أبادي ) الرّمْزُ،الإشارة، أو الإيماء بالشفتين أو العيْنين أو الحاجبيْن أو الفم أو اليد أو اللِّسان يرمُز ويرمِز.
واصطلاحا :الطريقة الرّمزية: مذهب في الأدب والفن ظهر في الشعر أولًا، يقوم بالتعبير عن المعاني بالرموز والإيحاء، ليدع للمتذوق نصيبًا في تكميل الصورة أو تقوية العاطفة، بما يضيف إليه من توليد خياله وورد الرمز في القرآن الكريم( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ) آية 41 سورة آل عمران.
يمكننا أن نتناول النص من عدة أطر مختلفة و هذا ما يكلفنا صفحات عديدة لذا آثرنا تناول النص من منظور الرمزي , واستعمل الشعراء المعاصرون الرمز ليحققوا به تفردا نوعيا في تجربتهم الشعرية وكما يقول الدكتور يوسف عيد في كتابه (المدارس الأدبية ومذاهبها ص212 وما بعدها ): أن الشعراء ينقلون انفعالاتهم وأححاسيسهم الداخلية إلى المتلقي وجذبه إلى ساحة تجاربهم الشعرية الجديدة بكل سلاستها وعذوبتها باستخدام الرمز لأن هؤلاء الشعراء ينهلون من معين الرمز الأسطوري والتراثي والصوفي صورا فنية .
سمات الرمزية :كان للأفكار التي أعلنها ( إليوت ) صدى كبير عند جماعة النقاد الجدد في أمريكا وأوروبا حول ما يسمى بالبناء الرمزي للعمل , وتبلورت النظرة للشعر عند هؤلاء النقاد في اعتبار القصيدة نشاطا لغويا أو بنية لغوية وتحول وظيفة اللغة من أداة لتوصيل المعلومات إلى كونها رمزا يتفاعل فيه شعور الشاعر مع الموضوعات ليتولد منها شكل جديد ( تجارب في نقد الشعر , دكتور شفيع السيد , بتصرف )
ويظهرُ في الرمز الخيال متفوقًا على ما سواه تفوقًا يجعل الرمزَ إشارةً دلاليةً إلى مختلف المعاني العقلية والمشاعر العاطفية وقد شكلت الرمزية نمطا جديدا في الشعر الحديث فأصبحت تضم الرموز الدينية والتراثية ومختلف السير الشعبية والشخصيات البارزة في تاريخ الإنسانية والأماكن التي ارتبطت بأحداث عظيمة في التاريخ .
ومن أبرز شعراء الرمز نجدُ بدر شاكر السياب ومحمود درويش ونزار قباني وعبد الصبور وفدوى طوقان وسعيد عقل وأديب مظهر وغيرهم.
ورغم أن الرمزية جذورها قديمة إلا أن صورتها الحالية تأثرت بالشعراء الأوربيين أمثال مالارميه وبودليير وفرلين والأمريكي إدغار ألان بو عندما بدأ العديد من الشعراء بالخروج عن المألوف من حيث الشكل والمضمون , ويقوم الشعر الرمزي على استخدام الرمز في التعبير عن الأفكار والعواطف والمشاعر وكشف خفايا العوالم خلف الواقع وتميز شعرهم بالغموض في طرح الفكرة أحيانا واهتموا بالموسيقى الشعرية ووظفوا طاقات الصوت في الحروف والكلمات واستخدموا لغة جديدة بعلاقات لغوية جديدة واعتمدوا على المعطيات الحسية كالأصوات والحركة والشم والذوق والألوان وغيرها
خامسا :خصائص الرمزية في النص
1 -عتبة النص : ( صلاة في بيت عرار )
أول ما يطالعك في أي عمل إبداعي هو العنوان , ويخضع العنوان لشرط أساسي هو أن تيفق مع محتوى النص في عمومه , ويكون التوفيق في اختيار العنوان راجعا إلى فن التشخيص والأفكار الرئيسية التي يتناولها النص التي هي حلقات ضمن الفكرة العامة التي ترمز إلة المعنى الكلي والإجمالي .
ومن خلال العنوان الذي بناهُ البريكي من جملةٍ اسميةٍ لها ركنٌ واحدٌ هو الخبرُ الذي حُذف مبتدؤه (صلاة ) وتكملة الكلام ( في بيت عرار ) وشبيه بذلك ما صاغه أبو القاسم الشابي في قصيدته صلوات في هيكل الحب التي قال فيها :
أنتِ قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
ومن المعلوم لدى القاريء أن الصلاة تكون في المسجد ورمز لها الشاعر بالطهر والنقاء , وإذا كان المسجد هو المنبر الذي يلتمس منه المسلمون دعواتهم وحل مشكلاتهم واللجوء لله في وقت الشدة هكذا يكون بيت عرار هو مأوى الشعراء والذائقة لما له من دور في معالجة قضايا مجتمعه بفقرائه المهمشين .
2 – الشكل والمضمون :جنح البريكي في نصِّه ( صلاة في بيت عرار ) إلى الشكل التقليدي للقصيدة العربية التي تقوم على وحدة الوزن والقافية فالشاعر رغم ما يتسم به من الحداثة الشعرية لم يتمرد على التراث , فثنائية الشكل والمضمون هنا قد آلت إلى الزوال وأصبح الشكل والمضمون بمثابة الجسد الواحد فلم يعد الشكل لباسا للمضمون بل زالت الفوارق بينهما
فنجد مضمون النص يتجه اتجاها آخر في الشعرية المعاصرة لم يعد النص مجرد كلمات وأفكار بل يشمل عناصر لا يمكن الوصول إليها إلا بالبصر لفهم النص وعندما يتحدث البريكي عن عرار أول ما يطالعك في النص كلمة ( آخيت ) الفعل الرباعي ومصدره المفاعلة , التي تأخذك إلى المؤأخاة التي فعلها الرسول بين المهاجرين والأنصار وإذا كنا في إطار الرمز مع الفارق الديني نجد البريك الشاعر المهاجر أخا لعرار في فكره وإحساسه , فهي أخوة في العروبة كما يقول :
آخَيْتُ فيكَ عُروبتي ودَواتي
فاقْبَلْ وُصولي كَيْ أُتِمَّ صَلاتي
3 – الموسيقى في النص : كخاصية من خصائص الرمزية في قصيدة شاعرنا البريكي نجد الموسيقى تظهر عنده في عدة جوانب على رأسها الوزن والقافية فقد بنى القصيدة على تفعيلة بحر الكامل و الكامل واحدٌ من بحور الشعر العربيّ الصافية، وهي التي تتألّف من تَكرار تفعيلة واحدة في كلِّ البحر، وقد سُمِّي بهذا الاسم لاجتماع ثلاثين حركة فيه، وهو ما لم يكن لغيره من البحور، فسُمِّي بالكامل لِكَمال حركاته .
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن
على الرّغم من أنَّ البحر الكامل يتألف من تَكرار تفعيلة واحدة، إلَّا أنَّ هذه التفعيلة تقبل الكثير من التغييرات والزّحافات والعلل، ومن الزحافات التي تجوز في حشو الكامل التي استخدمها الشاعر محمد البريكي ما يأتي: الإضمار: وهو تسكين الحرف الثاني المتحرّك، حيث إنَّ تفعيلة “مُتَفَاعِلُن” تصبح “مُتْفاعلن” القطع: وهو علّة من العلل التي تصيبُ ضَرْب البحر الكامل والتي يلتزم بها الشاعر في كلِّ القصيدة، وهي حذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، يعني “مُتَفَاعلن” تصبح “مُتَفَاعلْ”، ويمكن أيضًا أن تكون مضمرة ويدخلها القطع مثل “مُتْفَاعِلْ وهذا ما استخدمه الشاعر محمد البريكي.”.
وومن عوامل الموسيقى في النص التصريع في البيت الأول ( اتفاق شطري البيت في الحرف الأخير التاء المكسورة ) والجناس في تقارب الحروف ( أخونها – وتخونني )
( الأكرمين – كريمة ) وغيرها من حسن اختيار اللفظ ومجاورة اللفظة لأختها ورسم الصورة كما قال الجاحظُ( المعاني مطروحة في الطريق ..وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج وكثرة الماء وفي صحة الطبع وجودة السبك ).
وإليك ما صاغة شاعرنا في هذا النحو :
ما أَتْعَبَ السَّفَرُ الطّويلُ رَواحلي
تَعِبَتْ رَواحِلُنا مِنَ العَثَراتِ
وكذلك الصورة في ( سنوات عمري كالحسان أخونها ) ( متعلقٌ بالرَّملِ في فلواتي )
( سكني قلوب أحبتي ) ( تضاحك الكرزُواللوزُ والزيتونُ )
4 – المعطياتُ الحسِّيةُ في النص: استخدم البريكي لغة جديدة بعلاقات لغوية جديدة واعتمدعلى المعطيات الحسية كالأصوات والحركة والشم والذوق والألوان وغيرها
الصوت : تضاحك الكرز , تضاحك اللوز , تضاحك الزيتون , استمع
اللون : الماء , زهت بأرض الطيبين , لونوا الأفراح
الحركة : صلاتي , السفر , عثراتي , بنيت , يناطح , جئت إربد , نصبت خيماتي
الشم 🙁 تتمنسف ) إشارة إلى الأكلة المشهورة بالأردن
التذوق: تتمنسف , الكنافة , اللوز , الزيتون
5 – توظيفُ التراثِ في النصِّ: الشاعر محمد البريكي عاشق للتراث بكل ما تحمله الكلمة , التراث التاريخي ووالصوفي والديني والأدبي والأسطوري ومن يطالع قصائده يقف في كل نص على ملحمة من الملاحم العظيمة وخصوصا الأماكن التاريخية التي يعشقها البريكي فهي تفتح عنده آفاق للإبداع ,وما أكثر ما يستدعي الشاعر شخصية امريء القيس بكل دلالتها وفي أكثر من نص أدبي :
وبَنَيْتُ لي طَللاً تَنَزّلَ مِنْ “قِفا
وجَعَلْتُها بِمَحَبَّتي عَرَفاتي
وكذلك استدعائه لمدينة إربد بتاريخها وشخصياتها وارتباطها بعرار ( مصطفى وهبي التل )
اختيار مسقط رأس الشاعر عرار (إربد) “عاصمة للثقافة العربية” في إعادة قراءة أشعاره
وارتباطها بعرار
وكذلك الوقوف على سهل حوران واستدعاء ذلك السهل الخصيب وما له من دلالة رمزية في بعث الحياة فهو يشبه القلوب الصافية التي تحمل الأفراح لغيرها دوما .
مِنْ سَهْلِ “حَوْرانَ” استمَدَّ حَياتَهُ
فَزَهَتْ بأرضِ الطيِّبينَ حَياتي
سَهْلٌ خَصيبٌ مِثْلُ سَهْلِ قُلوبِهِمْ
مَنْ لَوّنوا الأفْراحَ في السَّاحاتِ
6 – الغموضُ مع عدم الإيغالِ في الإبهام بل الوصول إلى المعاني العميقة من خلال الصورة الشعرية التي يهدف من خلالها البريكي للوصول إلى درجات الفهم وهي صور غزيرة يهندسها بتقنية عالية مثل قوله :
إربِدْكَ” يا ابنَ الأكْرَمينَ كَريمَةٌ
كَرمَ المَشاعرِ في رُبا كَلِماتي
فَهُنا أكُفٌّ كالسَّحابِ إذا هَمى
أحَسَسْتُ أنَّ الماءَ نَحْويَ آتِ
انظر إلى التشبيه البليغ والمجمل في البيتين السابقين الذي أصبح تمثيلا ورمزا فأصبحت إربد رمزا للكرم والعطاء كالسحب التي تأتي لتعطي أكرم العطاء , عطاء بلا حدود .
ومما يسترعي النظرَ استخدامُ الشاعر محمد البريكي الصور المتتابعة والممتدة معطوفا بعضها على بعض مثل :
وتَضاحَكَ الكَرَزُ المُقيمُ بأحْرُفي
واللَّوْزُ والزَّيتونُ في الطُّرُقاتِ
تضاحك الكرزُ ( استعارة ) الكرزُ المقيمُ ( استعارة ثانية ) المقيمُ بأحرفي ( استعارة ثالثة ) تضاحك اللوزُ ( استعارة رابعة ) تضاحك الزيتونُ ( استعارة خامسة ) تأمل في غزارة الصورة وتركيبها وامتدادها بشكل فني وهندسي بديع وكأنك تصعد في برج زجاجي تشاهد أبدع المناظر , كل هذا في بيت واحد .
خاتمة وفي النهاية نستطيعُ أن نقولَ : إن هذا النصَّ وغيره من نصوص البريكي يحتاجُ إلى صفحاتٍ وصفحات لما يحمله من فكر وعاطفة واستدعاءات تراثية وموسيقى وإيقاعات , تستطيع أن تتناوله من الجانب الاجتماعي أو النفسي أو التاريخي أو الصوفي , فإذا أردتَ تُفتحُ لك المغاليقُ.
محمد أحمدحسن – بني سويف – أغسطس 2023
شاهد أيضاً
الأنسنة في ديوان (وأنتَ تكتبني آخر الأسفار) للشاعرة د. كريمة نور عيساوي /المغرب
الأنسنة في ديوان (وأنتَ تكتبني آخر الأسفار) للشاعرة د. كريمة نور عيساوي /المغرب الناقد /محمد …