( ومضة استباقية ) للأديبة : صباح سعيد السباعي – سوريا

ومضة استباقية
……………………………

جلس مع صديقه يلتقط الحصى
مرّ عليهما شيخ طلب المساعدة
هبّ واحد والثاني ظلّ يلعب
رافق الصبي الشيخ
سبقه الشيخ في الخطى تعجب الفتى وهو لا يدركه هو شيخ كبير يئنّ من السنين والمرض كيف يسبقني هو؟
وقد استدعاني للعون
يا شيخ مهلك رويدك ألا تريد مساعدتي
مشى الشيخ مسرعا ولم يرد وخطواته تسابق الفتى
يا شيخ إن لم ترد سأعود ادراجي
استدار الشيخ نحوه وأمسك يده بشدّة
و قال له :ساجلس لثوان
فرح الفتى وجلس أمامه بذهول يلهث
نظر الشيخ إلى عينيه قائلا :يا فتى لمَ اطعتني ورافقتني
ردّ الفتى رأيت انحناءة ظهرك وعكازك والألم في وجهك لم أملك نفسي حين ناديت من يساعدني
أيها الفتى وصديقك لمَ تركني
الفتى ربما لا يهتم
صاح الشيخ مادام الأمر يهمك هيا اتبعني
بالله عليك ياشيخ كيف تسبقني
يردّ عليه مستعجلا بعد قليل ستعرف
انا امشي إلى قدري
وعلى حافة السهل وقف الشيخ وقال:
هيا احفر هنا معي
الفتى غاب عن الدنيا ثوان وظنّ انه مقتول
حاول الهرب شده وقال احفر معي
لا تخف هذا قبري احضّره
وصيتي أن تساعد في دفني وادفن معي همي
واحذر ربما صرت مثلي تحفر قبرك قبل الأوان

……………………………
بقلمي…. صباح سعيد السباعي

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

اترك تعليقاً