(( أحلى الصّباحات )) / شعر و رسم : غزوان علي / العراق

 

أحلى الصّباحات صبحٌ ما بهِ كـــدرُ
أشهى المساءات ما قد زانهُ المطرُ

يا روعـــةَ الماءِ حينَ المـــاء بلّلنا
لمّا تقطَّرَ فـــوقَ الأرضِ ينهمـــــرُ


ونحنُ مثل النّدى في حضنِ زنبقةٍ
نذوبُ عشقاً وبالأشـــواقِ ننصهرُ


نسيرُ كالنّسماتِ البيضِ شـــــاردةً
ضوءُ النّجومِ على الأثوابِ ينكسرُ


مثلَ السّناجبِ نعـدو فوقَ شارعِنا
منْ وقعِ خطْـــواتنا يسّاقـطُ الثّمرُ


نخطُّ في الطّينِ اسمينا على عجلٍ
ونرسمُ الحلمَ في إشراقـــهِ سحـرُ


نداعبَ الماءَ والأزهــــارَ نقطفُها
أقدامنا في بركِ الأمـواهِ تنغمــــرُ


مبلّلينَ ومـــاء السّحبِ يغســـلنا
يلفّنا البرد والأنفــــــاس تستجرُ


ننساقُ خلفَ ضلالِ النّورِ راجفة
هيهــــاتَ يفصــلنا سـدٌّ ولا بشرُ


كلّ المشاعرِ في جسمينا اتّحدتْ
حتّى سمعتُ بنبضي الآنَ يحتضرُ


أغفو على كفِّها بالدِّفءِ منتشياً
بهِ حنانُ وخصب الأرضِ يختصرُ


في ذلكَ الرُّكنُ قالَ القلبُ أعشقها
هناكَ ذابَ وفي الأضلاعِ ينشطـرُ


هنا تلوتُ على اسمـاعِها غزلاً
أدنيتها كاتمـــاً أنفاسنا الحـــذرُ


هنا لعبنا هنا ثارتْ مواجــــــدنا
في كــــــلِّ زاويةٍ يروى لنا خبرُ


وطارَ بي نحوها الإعجاب مندفعاً
فكيفَ من بعدها الأقــــدامُ تنتظرُ


كلّ الفراشاتِ من حولي محلّقـةٌ
وها أنا عاشقٌ في حبِّهـــا سَكـِرُ


نحنُ الطيورُ طيورُ العشقِ يازمني
ألحاننا في مدى الآفـــاقِ تنتشرُ


لم تشبعِ النّفسُ من ضمٍّ ومن قبلٍ
والقلبُ طفلٌ الى الأحضانِ يبتدرُ


في غمرةِ الشّوقِ قد ذابتْ ملامحنا
في قبلةِ الحبِّ غابَ السَّمعُ والبصرُ


تقولُ ولهى بكَ الأنفـــاسُ لاهبة
والرّوح قد مسَّها الحبُّ والخدرُ

  • شعر ورسم / غزوان علي – العراق 

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …