إعادة تأليف ( قصة قصيرة ) / بقلم: صباح سعيد السباعي – سوريا

  • إعادة تأليف

لماذا تطلب مني أن أكتب بداية النهاية ونحن لم نبدأ بعد؟!
ستارة المسرح مسدلة والجمهور لم 
يشترِ البطاقات. 
إن كنتَ تقصد مشابك حياتي، أبي 
ضحك مني حين استأذنته قائلًا:
اسمح لي، حان موعد نومي سأذهب للبيت قال: كيف يكون بيتًا بلا أبواب؟!
– سأضع بساط أمي الأحمر لاتهتم. 
الغريب لم يسألني عن سبب الأبواب 
المفقودة، كأنه يعلم أني صنعت منهم 
سلمًا، ولايريد إحراجي. 
كان سلمًا لأقطف عناقيد دالية لصبية كانت منتهى أحلامي، علق السلم وعلقتُ في فم الغروب. 
واختفت الدالية.
لا بأس، هونتُ على نفسي و المسرح 
كفيل أن يكون شاهدًا على مشاهد 
خزانة أفكاري. 
صفّق الورق الأصفر، وانحنت الغيمات نحو الوادي، وعزفت فرقة الأشجار فبدأت النهاية بدفتر أسفاري.
أرى أن نفترق، أنتَ تأخذ الطريق أوله، وأنا أتوجه لصحراء النهايات 
لا شيء من رزمة الألوان سوى خربشات بالأسود والرمادي، ربما أصابها عدوى الرسم بالفراغ. 
سنلتقي يومًا، وإن أخبروكَ أني في برزخ بعيد فتجاهلني حتى بزوغ الفجر.

صباح سعيد السباعي – سوريا 

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …