إليك يا وجعي المكتوم/ كتبت : السالكة الغزاري – مجلة أقلام عربية

إليك يا وجعي المكتوم..

ها أنا أتنفس ملء رئتي وكأنها شهقتي الأخيرة في الحياة، أركب الحرف وألبس اللغة لأصف لك عمق انكسار أعمدة القلب..

منذ نأي قلبينا عن بعض، فقدت القدرة على رسم أيامي بالألوان، التي فقدت بريقها، لم يبق لي إلا الأسود والأبيض لأعزف بهما سوناتا الأحزان.. أصبحت أعبئ جراحاتي ملء رئتي وأنفث بعضها داخل بالون، ثم أرمي بِه عرض السماء؛ كي تتسع له المسافة التي شابت خواءً.. وبعضها الآخر،آخذ بيدها وأنادي بكل إسم هو لك، أنني لست مازوخية، وأن يداي الممسكتان بجراحي واهنتان، ثم إن أناملي جوعى للكلمة، جوعى للحب، لرائحة حياة كالحياة، لحضن دافئ ولقلب لم تنكسر أعمدته..

إليك يا صرختي المكتومة..

بداخلي طفلة، خلعت قدميها الثقيلتين من لجة الأحزان الإسمنتية، وتكومت على نفسها داخل تابوت صندوق في جو جنائزي؛ صندوق لا يقبل أن تحمله الأكتاف التي تعمدت خنق شرايين القلب، القلب الذي تضطرم نبضاته بحرقة الوجع.

جثة الحب ثقيلة، حين تتحشرج في حلقه المشاعر، ولقد أدركت الآن كيف تتحول إلى وزن الريشة ما إن تمسّها آنامل العاشقين..

إليك يا صدفتي الجميلة وعناقي الأبدي..

الحب صدفتنا الصادقة، خوفنا المستمر، هزاتنا المتكررة وفقدنا الدائم… وكلما تقشر جلد الأيام، عرّى عن حقائقنا المسروقة.. حقائق تدفع بي إلى تحسس أناملي، لأغفر لحروفٍ ظلت عالقة في شطط الدواة، حبيسة حنجرة البوح.. ولأسارع من أجل معانقة ما تبقى من ذكريات مسلوبة، علي أن أسبح عكس الشوق الهادر، بذراع تكفي لتلويحة مستعجلة، ذراع قادرة على أن تضمك و تخرجك عطراً من الأحرف..

 

السالكة الغزاري

المغرب

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …