الحُبُّ والحَربُ / شعر : عبدالوهاب محمد الديلمي – مجلة أقلام عربية

الحُبُّ والحَربُ

يَنقُصُ الصَّبــرُ كُلَّمَا الشَّــــوقُ زَادَا

ويَزِيــدُ اللَّظَى إذا الهَجـــرُ سَـــادَا

الهَـــوَى الهَـــوَى بِرَبِّــكَ قُــــلْ لي

هَلْ قَضَينَـا مِنَ الغَــــوَاني مُـــرَادَا

غَضَّـــةٌ تِلكُــــمُ الغَــــوَانِي ولكــنْ

كيفَ صــــارَتْ قُلُوبُهِــنَّ جَمَـــــادَا؟

يَدَّعِيــــنَ الهَـــوى وللــحبِّ معنىً

وَاحِـــدٌ وَاضِـــحٌ يُنَـافِي العِنَــــادَا

كيفَ يَنفُــرَنَ دَائِمَــاً مـن عِتَــــابي

هَلُ تُرَى يقبــلُ المُحِبُّ انتِقَـــــادَا؟

عِشقِهِـنَّ الــــذي إذا خِلتَ فِيـــــهِ

رَاحَـــــةَ القلبِ خَيَّبَ الإعتِقَــــادَا

هُـوَ نَـوعٌ مِـنَ العَــــذَابِ جَديـــــدٌ

وقَدِيـــــمٌ مِـنَ العَـــــذَابِ تَمَــادَى

هو لَـــونٌ مِنَ الخِـــــدَاعِ فَرِيـــــدٌ

أبيَـــــضٌ زَادَهُ التَّـجَنِّـي سَـــــوَادَا

هــو شَكـــلٌ مِــنَ المَآتِــــمِ لَكِــــنْ

لَـمْ يُقِيمُـوا على الضَّـحَايَـا حِـدَادَا

هو لَيــلٌ مِـنَ السُّبَــــاتِ عَمِيـــــقٌ

ونَهَـــــارٌ سَئِمتُ فِيــــهِ السُّهَــــادَا

هـو رَوضٌ عَليــهِ قَـامَتْ حُـــرُوبٌ

خَلَّفَتْ وَجهَــهُ حُطَامَــاً… رَمَـــــادَا

مَـاتَ رُوحَــاً.. سَعَــادَةً…. بَسَمَــاتٍ

فَرحَـةً… نَعمَـةً…. وذَابَ اقتِصَــادَا

الأمَـــاني أصبحــنَ فيـــهِ دُخَـانــاً

وغَــدَا وَردُهُ الجَمِيـــــــلُ زِنَـــــادَا

زرعُــوا فيــهِ بالخِـــلافِ جُرُوحَــاً

وظَّفُـــوا للحَصَــــادِ فيهِ الجَــرَادَا

وسَقَـــوا زرعَـــهُ بدمـــعِ الثَّكَــالَى

ثُــــمَّ ذَرُّوا أشـــلَائَهِـــنَّ سَمَـــــادَا

يَحصُدُ الزارعونَ في العَامِ حَصدَاً

وهُنَـــا السَّـاعَتَانِ تُـؤتِي حَصَـــادَا

فِتنــةٌ أُيقِضَتْ وحَمقَى استفَـادُوا

وعَـــدُوٌّ مِــنَ الغَبَــــاءِ إستفَــــــادَا

وجُمُـــوعٌ مِـــنَ المُحِبِّيـــنَ سُحقَـاً

في النَّـــوَاحِي تَفَـرَّقُـــــوا آحَـــادَا

وعَبِيــــدٌ قـــد انحَنَـــــوا لِعَبِيــــدٍ

ولُصُـــوصٌ تَحَـــوَّلُــــوا أسيَـــــادَا

وسيــــوفٌ قديـمـــــةٌ أشهَــرُوهَــا

وتَنَــــادَوا وكَسَّـــــرُوا الأغمَـــــادَا

هَكَــذَا صَـارَتِ الحَيــــاةُ جَحِيمَـــاً

مِثلَمَــا قَيصَـــــرٌ وكـِســـــرَى أرَادَا

فَاسِـــــدٌ يَـدَّعِي الصَّـــــلاحَ ولِـصٌّ

يَلعَـنُ الظُّلــمَ والغَــوَى والفَسَـــادَا

وغَبِــيٌّ بِنِصـفِ عَقـــــلٍ سَقِـيــــمٍ

يَدَّعِي الفَهـــمَ والذَّكَـــا والسَّــدَادَا

لا تَعُــدِّي الآلامَ أرجُـــــوكِ يكـفِـي

عَـدُّهَــا قــد يُتَـــــوِّهُ الأعـــــــدَادَا

الــــوِدَادَ الــــودادَ فالحبُّ مــــاذا

يحمِــلُ الحبُّ إنْ فَقَــدنَا الــوِدَادَا؟

يابِـــلادَ الجِــــراحِ عُـــــــذرَاً لِأَنِّي

لــمْ أَجِدْ فيـــكِ مِثلُ غَيرِي بِــلادَا

نَــادِنِي بِالغَــرِيبِ إنْ شِئــتِ إنَّــي

صِرتُ في الحَالَتَيــنِ ذَاكَ المُنَـادَى

أشعِلي الحـــزنَ دونَ نَـــارٍ كَفَـانِي

زَفـــرَةٌ مِنْ لَظَى تَزِيــــدُ اتِّقَـــــادَا

هَنِّئِيــنِي بالعِيــــــدِ أو صَبِّـــرِينِي

بالمُــوَاسَــاةِ واكتُمِي الأعيَـــــــادَا

جَمِّعِيـنَــا أو مَــــزِّقِينَــا بِرِفـــــــقٍ

لــمْ يَعُــدْ عَزمُنَـــا يَفِيضُ اتِّحَــادَا

إنْ أَكُنْ شَاعِـــرَاً فُعُمـــرِي قَصِيـــرٌ

مُنـذُ رُوحي على جُرُوحِى تَهَــادَى

يَنعَــمُ الجَاهِلُـــونَ أمنَــــاً وسِلْمَــاً

واستَحَــالتْ حَياةُ مِثلِي جِهَـــــادَا

مِتُّ… لا لا وُلِـدتُ … لا لستُ أدرِي

كيفَ عَـــــدُّوا تَـوَرُّطِي مِيــــــلَادَا؟

إنْ تَـرَينِـي حَيَّـــــــاَ فهــــذا لأنِّــي

ما عـلى خَــائِنٍ عَقَـــدتُ اعتِمَـــادَا

صُـورَتي بينكُــمْ كَأطيَــافِ ذِكـرَى

ولهَـــا أُحــــرِقُ القَصَـائِـــــــدَ زَادَا

قَـرِّبِينِي مِــنَ السُّكُــــونِ وعَنهُـــمْ

أبعِـــدِينِي فقـــــد أَلِفتُ البُعَـــــادَا

يَكفِـنِي إنْ رَبِحتَ فَخـــرِي بنفسي

وعُبَيـدُ الهَــوى يُعَـــانِي الكَسَــــادَا

عبدالوهاب محمد الديلمي

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …

استمر باستخدام المتصفح
لتحميل التطبيق اكبس على إضافة إلى الشاشة الرئيسية
إضافة إلى الشاشة الرئيسية
تحميل
تحميل التطبيق يتم بشكل سريع جدا ولا ياخذ من مساحة قرص الهاتف
تحميل