القنبلة النووية / شعر : إبراهيم عبد الكريم محمد

 

الحـــرف يهمس والأســــتار تنكشف
وبلبل الوكــــر خمـر الشعـــر يرتشف

يصيح قبل بزوغ الفجـــــــر يؤنسـنا
ونحـن في فرح ما مســــنا الــــدنف

أرواحنا قبل خلق الكــون تنحت في
كهــــف القــصيد تـماثيلا وتعتكــف

من رحـــم تلك التي لا وجه يشبهها
جـــــئنا لننقذ جيلا كــــاد ينحـــرف

لــــما ولدنا بلغـنا الحلم في عجــــل 
صرنا دعاة بصـــدق القـــول نتصف

نمشــي ويتبعنا غيم القصـــيد ومـن
وادي الخيال خمور الـوحي نغـترف

فنكمـــــــه الأبرص المشلول نجعـله
شـابا وسيما على أقـــدامه يقـــــف

فـــوج مــن الأســـد إن سرنا لمملكة
جــاءت إلينا ملوك الأرض ترتجـــف

نستنطق الصخر لو جئنا نخاطـــــبه
جــــهرا بآياتـنا للــــناس يعـــــــترف

فكم خلعنا نعــالا عند شـــط طـــوى
وجند فرعون من خلف الدجى هتفوا

فهم ذئاب خـــــراب الأرض غــايتهم
لــهدم كعبتنا في الغيب كــم حلفـــوا

إذ أجمعوا أمرهم في الليل فاندلعـت
نار تحــرق عشب الســـوء فانصـرفوا

ســـاروا ومن خلفـهم ولـوا خليفتهم
ظــــنا بأن أســـود الدار ما عرفـــــوا

يدنس البردة البيضـــــاء يفســـــدها
كـــما يصيب ثمــار النخـــلة التلـــف

فالثوب لا يحجب الجوناء إن سطعت
في وجهها كـــــل مخــفي سينكشف

نحن الجبال وقـفنا شامخـــين هـــنا
وكــــــل طـــير على أكـــتافنا يقــف

إن هبت الريح صحـــــــنا قائلين لها
لسنا غصـــــونا مع الإعصار تنعطـف

كل الملائك في قرطــــــاسها كـتبت
هم فتية عن فعال السوء قد عجفـوا

لــنا العــــنادل غنت تحتفي فـــرحـا
والبدر في خجل في الليل ينخـسف

والشمس تخفي حـــياء وجــهها علنا
عـــند الظهيرة خلف التل تنكــــسف

سنلجم الحــــية الرقطــــاء في علن
ونترك السم فـــي أنيابهــا يجــــــف

ونمسح الدمع من خد الزمــــان فلن
يمــــــر من بعــدنا حـــــزن ولا دنف

أيامــــــــنا هـــي ورد في حقيقتها
والورد في كــــل حين طــــيبا يرف

  • إبراهيم عبدالكريم محمد

    *  اينشتاين الصغير

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …