تحفة أثرية / بقلم الدكتورة : ربيعة برباق – تبسة / الجزائر

كان زائرَها الوحيد منذ عصر الكتابة، ولما زوَّروا تاريخها، قالت له: انتهى وقت الزيارة، سيغلق المتحف.

قال: لن أرحل حتى تخبريني كيف تتقنين فعل هذا؟!

قالت: وماذا أتقن؟!

قال: تتقنين نقطة المنتصف، تتواضعين إلى حدِّ الغرور، وتجعلين كل شيء في قلب الحدث.

بدقة متناهية وضعتِني نقطة صغيرة جدا في فكرتك الواسعة جدا. بين الشك واليقين. لا أنا قادر على اكمال الطريق إليك، ولا أنا أستطيع العودة إلى النص.

هذا الحاجز الذي بيننا شفاف جدا، زجاج من الروح مكتوب عليه ممنوع اللمس.

وقفتُ مثل لص الآثار أسترق النظر في تفاصيلك الجميلة، أمارس تأويل صمتك قبل الكلمات، مثل تحفة أثرية وقعتْ عليها عيني في متحف الخالدات اللواتي لا يشبههن أحد.

كل الذباب الذي يمر من هنا يتناوب على شفاههن المعروضة للبيع، وعيوني عليك أنت، وأنت بالداخل تمارسين سحرك بلا مبالاة. وعامل النظافة ذاك الذي ينش عن قصرك الذباب يرفض الترقية إلى رتبة بائع التذاكر، ليترك لك قُبلةً عالقة على الزجاج، ثم يعود في الغد ليمسحها ويضع بدلا منها قبلة جديدة. ويكتب عليه عبارة “ممنوع اللمس”.

قالت: القصة طويلة. والمتحف سيغلق، أخبرك غدا إن سبقتَ إليَّ عامل النظافة.

نام الزائر كما في كل ليلة متأخرا من كثرة التفكير في احتمالات القصة، فاستيقظ متأخرا.

وكالعادة سبقه إليها عامل النظافة.

————-

بقلم الدكتورة : ربيعة برباق 

جامعة تبسة / الجزائر 

شاهد أيضاً

على هذه الأرض ما يستحق الحياة

…..*على هذه الأرض ما يستحق الحياة*….. أخبره الحارس الذي يقف على باب السجن أنه ليس …