ذات صباح .. / شعر : إبراهيم طلحة – اليمن
ياسين عرعار ( أبو سجى )
15 نوفمبر, 2017
شعر
714 زيارة
صباحُكِ القشطةُ البيضاءُ والعَسَلُ
صباحُكِ الحبُّ، كُلّ الحبِّ، والغَزَلُ
صباحُ عينَيْكِ، ما أحلى رموشَهُما
صباحُ خَدَّيْكِ إذْ حلاَّهُما الخَجَلُ
صباحُ قلبكِ، يا قلبي، فديتُ أنا
دقّاتهِ الخمسَ والسِّتّينَ أو تَصِلُ
صباحُ عِطْركِ يسترخي على كَتِفي
حتى تُتَرجِمَهُ الأنْفاسُ والقُبَلُ
صباحُ نَهدَيْكِ ضَمَّانِيْ إليكِ، فلا
خَوْفٌ عَلَيَّ – وقد ضَمَّا – ولا وجَلُ
ظَلَّتْ حياتيَ ملأى بالكثِيرِ، ولم
أشعُرْ بمن خرجوا منها ومَنْ دخلوا
سواكِ، لا شيءَ يعنيني، وهل – مثلاً –
بغَيْرِ ما بيننا قد يُضْرَبُ المَثَلُ؟!!
أنا وأنْتِ حكاياتٌ موقّعةٌ
دَمًا ودَمْعًا على أطلالِ مَنْ رحلوا
أنا وأنْتِ حكاياتُ العُروبَةِ إذْ
أوْدَتْ بهذي الشُّعوبِ الحُرَّةِ الدُّوَلُ
لأنَّنَا في زمانٍ غير محترمٍ..
النّاقَةُ اسْتَجملَتْ واستَنْوَقَ الجَمَلُ
لا تعصف الرّيحُ إلاَّ أستَعدُّ لها
لو أنَّها ظُلَلٌ مِنْ فَوقِها ظُلَلُ
إنْ كُنْتِ رِيحًا وإعصارًا أنا جَبَلٌ
وما تَهُزّكَ ريحٌ أيّها الجَبَلُ
قالَتْ، وقد ضَحِكَتْ، بل قُلْ: لنا أملٌ
فَقُلْتُ: سِيّانَ عندي اليأسُ والأملُ
قالَتْ: أليسَ صباحُ النُّورِ يسبقهُ
ليلٌ؟!!.. معَ الوقتِ والأيّامِ نكتملُ
تفاءلِ.. افْرَحْ.. وغَنِّ.. ارْقُصْ معي طرَبًا
أخبرتُها أنَّني بالجرحِ أحتَفِلُ
أرَدْتُ توديعَها، قالَتْ: تعالَ هنا
“وهل تطيقُ وداعًا أيّها الرَّجُلُ”؟!!
- شعر : إبراهيم طلحة – اليمن