رقتي والخريف! ( قصة قصيرة ) / بقلم : سهام الباري

يناديني بصوت مهترئ لا يليق بشدة رقتي وفيض حناني..
أقف مجاملةً جفاءه ، مواسيةً خيبة موج شوقي الجارف في بحر الفراغ…
حبيبي الذي فاته قطار الرحمة والحنان ، وأصبح اقتصاص تذكرة العبور فيه أمرٌ عسيرٌ جدا..
أحببته ربيعاً وهو غير صالح لذلك ، كأنه لا يتقن إلا الخريف ، يروقه تفتيت المشاعر وهشاشة العلاقة ؛ لأصبح في فصله ورقةً يابسةً تذروني رياح غدره..

أكره ذاتي جداً حينما يجردني من رقتي ، ويحذفني تحت صنبور سهامه مثبتاً قلبي بكفيه الحديديتين حتى أنتهي من نوبة الأمل التي تصيبني فيه بكل مرة..

بهدوء مكفهرةً ملامحي أعود حاملةً شهقةً كبيرةً تلازم صمتي ؛ فقيرةً كتلك الشجرة اليتيمة ، فاااااارغة تماما من ثقل الجمال!
أحملني بعد أن انتهى من حفر خندقه برأسي ورمى بمجاريف كلماته غير محتسب أين ستستقر؟
وأين موقع الإصابة؟
وما مدى آثارها الجانبية على رقتي!

أحاول أن أستوعب كل مايمرني ، أنتظر متكئةً على حائط أملي الهش …
أتمتم ألحاناً ، أرثي فيها الحب الذي مات فيه،
اعتدت على صمتي الدائم وانطوائي الغريب في رحلة شقائي!
قساوة قدري الذي يسرق أيامي دونما أي مقابل..
فجأة أشعر بالبرد ، أنتفض رغم أن حرارة طقسي تجاوزت العشرين واقتربت من الثلاثين ،
يحين موعد اقتطافي فأتساقط رطباً دونما يجنيني عطفه…
في طقوسه يروقني فكرة اصطحاب لحافي ليكون الأمان لأضلعي من رياحهم العاتية..
أحتضنني بقوة أستنجد حرارة أنفاسي لتهبني الدفء ، أمرر أناملي المرتجفة على وجعي الملتهب ،
أتحسس كتفي وأفكر هل هو صالح لأن أسند عليه جرحي الكبير جدا!!
يسعفني دمعي فأتوفق بمضغ حشرجات ؛ أحاول التخلص خلالها من جلمودٍ يقف بمنتصف الحلق فيخنقني،
حسنا …الآن أحبني جداً ، وحيدة لم أعد قادرةً على سماع مناداته بعد اليوم….

  • بقلم : سهام الباري

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …