زهـرة حـزينة /  الشاعر حسن منصور – الأردن

لِمَ الْحُـــزنُ يا زَهــرَةً لا يَزالُ || أمـامَ خُــطـاهـا طــريقٌ طَــويـلْ
وأنْــتِ بـأوَّلِ هـــذا الـطّـريــقِ || ويَحْـتاجُ مــنْـكِ لصــبْرٍ جَـمــيلْ
وأنتِ بـأوَّلِ فــصْــلِ الـرّبــيـعِ || فكيْفَ ستَـقـضينَ باقي الفُـصول
وهـذا الـرّ بــيعُ يُنادي الْـحَــياةَ || لـتَـنْـفُـضَ عـنْها غُـبارَ الْخُمـول
لِـتَـنْهَــضَ مَشْـبـوبَـةً كالـلَّـظـى || فَـتُـدْفِئَ قـلـبَ الـرُّبَى والسُّهولْ
وتـبْعــثَ أزْهــارَهـا باسِـمـاتٍ || تُغــنّي لِـفــجْــــرٍ نَـدِيٍّ بَلـــيـلْ
وتَرقُــصُ لـلـنّورِ مــنـذُ يُطــلُّ || تُعانقُ شَمْسَ الضّحى والأَصيل
********
شَمَـمتُ عَـبـيرَكِ بيْن الـزُّهورِ || يُعــطّرُ أرْجــاءَ كــلِّ الْحُــقــول
فَــرُحْــتُ أُفَــتِّـشُ حــتى أراكِ || بِفِـكْــرٍ مُلِـحٍّ وسَــيْـرٍ عَـجــولْ
ومـا زلْــتُ أبْحــثُ دونَ كَلالٍ || ومــا لِي إلـيـكِ هُـدىً أوْ دَلــيـل
سـوى مـا تَجيءُ بـهِ نَسَــمـاتٌ || تُحـدِّثُ عــنْـكِ فَــتُذْكي الفُضول
وألْـمَسُ فـيها حَـفـيـفاً جَــمـيلاً || ولكـنَّهُ لـيْـس يَشْــفي الـغَـــلـيـلْ
بهِ نغْـمةُ الْحُـزْنِ تسْري حَنيناً || وتَسْـري أَنـيــناً بِقـلـــبٍ عَـلــيلْ
أسائِلُ عــنْكِ الـرُّبَى والـنَّسـيمَ || وأُصْـغي مَـلــِيّـاً إلى مـا تَقـــول
إلَى أنْ عَــرَفْــتُكِ دونَ أَنيـسٍ || وحـوْلَــكِ رمْــلٌ وقَــفـرٌ يَهــول
وحـولَـكِ سورٌ فـلـيسَ يَــراكِ || مُحِــبٌّ، ولـيـْسَ إلـــيكِ وُصول
********
فَـيا زَهــرةً ظَمــِئَـتْ للْحــياةِ || ودونَ مُــناهــا اللّـيالِي تَحــول
تَفتَّحْـتِ والأرْضُ حوْلَكِ قَفْرٌ || وما الغَيثُ يبْدو قَـريبَ الْهُطولْ
فــيَوْمــاً يَمــرُّ عليكِ الــنَّسيمُ || عَــلــيـلاً يُداعــبُ خَــدّاً أَســيـلْ
ويَوماً يَمــرُّ عَواصِفَ تَدْوي || فَـيـهْــتَزُّ فــيهـا القــَوامُ النَّحـيـل
وأنْتِ تَخافــينَ هــذا التَّــقــلُّــــــبَ، تَخْــشينَ مِنهُ القَــليلَ القَلـيل
ولا تَعرِفــينَ الْحُروبَ الصّغيرةَ تَمـضـيـنَ فــيهـا بِسيْفٍ كَلــيلْ
فكيفَ إِذا كانَ فيها الْمَــصيرُ || وكانَ التَّصارُعُ فيهــا يَطول؟!
********
أيا زَهــرَةً قــدْ أتانِي شَـذاهـا || يُسافِرُ نَحْــوي بِخَـطْـوٍ ثَقــيل
سَمعْتُ حَفـيفَ النّسيمِ العَـليلِ || وأصْـداءُ خَـوفِـكِ فـيهِ تَجــولْ
وأنْسامُ حـزْنكِ تَغـزو فُـؤادي || فـتَلْقى لَديْهِ الرّضى والقَــبول
وجَـدْتِ شَـبيهَـكِ فهْــوَ يَـراكِ || بعــيـنِ فُــؤادٍ يُحِــبُّ الْمَـثـيـل
وقدْ عاشَ معْ حُزْنهِ وهْوَ طفْلٌ || ومـا زالَ فـيهِ ولـيسَ يَـزولْ
ولكــــنْ يُحَــــوِّلُ أحْــــزانَــهُ || إلَى نَغَــمٍ في الْمَسيرِ جَـميـل
عـــلـيهِ يســيـرُ وليسَ يُبــالِي || بِكلِّ العَــواصِفِ أوْ بالْوُحـول
فيا زَهرَتِي لا تَخـافِي الْمَسيرَ || فــلَـيسَ لــدَيْــكِ سـواهُ بَـديــل
وصَوْتِي رسولٌ كصَوتِ الأذانِ || إليكِ، فهَلْ تَخذُلينَ الرّسـول؟
إذا ما الـْتــَقـيْنا بأرضِ الْخيالِ || وبالفـِكــرِ، كانَ اللّقاءُ النّبـيـلْ.

  • الشاعر : حسن منصور – الأردن 

    من المجموعة السابعة، ديوان (وقفة على الطريق) ط2 دار أمواج للطباعة والنشر والتوزيع 2014م – عمّان . (ص9)

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …