عبقُ اللقاء/كتبت : غادة عقل – مجلة أقلام عربية

عبقُ اللقاء

 

خاصمتُه..

فعاتبتني روحي

تتّهمني.. بأنني منفى

وتطالبني بالعودةِ

تقودني تارةً

وأقودُها أخرى

حتى غدَوْتُ كوردةٍ

يقتلها الصقيعُ

تحتاجُ لدفءِ أنفاسِه

دونَ مقدماتٍ

تأتيني رسالتُه

بأنه..

يريد مقابلتي

يشتاقُ لمصالحتي

فجأةً.. تهُبّ الأشواقُ

كموسيقى تدَغْدِغُ أعماقي

فطِرْتُ للقائه

كعصفورةٍ تسابقُ الغيماتِِ

حتى اذا وصَلَتْ اليه

تاهتْ منها الكلماتُ

وسكتَتْ لغةُ الكلام

وتحدثتِ لغة العيون

****

ثمارُ عشقي نضجتْ

تنتظرُ القطافَ

فاقطِفْ شهدَها

ودعني

أستافُ من هواكَ

رحيقَ الزهراتِ

وأهيم بحبكَ

واسافرُ مع النسمات

دعني أغفو على صدرِكَ

لأحتلّ مكامِنَ أحلامِكَ

بسطوة أنوثتي

***

أيتها الجدرانُ

لا تحترقي مثلي

فأنا انسانةٌ

أذوبُ كشمعةٍ

شوقا

تتسارعُ أنفاسي بحضوره

تبتهلُ كي يطولَ لقائه

ولكن

ساعة الفِراقِ تقتربُ

فاضطربَتْ نبضاتي

وارتعشَتْ همساتي

تدعوني..أنْ افيقي

وتأبى الأشواقُ إلا ّ العناقَ

وهل يعودُ غريقٌ

أخذته الأموااجُ..؟!

***

يا أنتَ

يا ثوبا يكسو عاطفتي

لا تتركها تعاني العُرْيَ

أو تجعلها تخشى الفراق

قال :

ليتني

أبقى كظلكِ

لا أرى من النساءِ غيرَكِ

قلت: ولهفةُ الشوق

في عينيّ بادية

اعطني منكَ ذكرى

تواسيني

قال: هاك زجاجة عطري

فليس يبقى منا

الا الذكريات

تناولت زجاجة عطره

فويلٌ لي

من زجاجة ٍ

لامستْ أطرافَ كفّهِ

***

أيها الغائبُ عني جسدا

والحاضرُ مني نبضا

إني ههنا

على عهدِك

أنتظرُ طيفَكَ..

يداعبُ قلبي

كما يداعبُ الارضَ

ماءُ السماء..

***

لن أنساكَ

وإنْ ذُبحتُ قُربانا

أو صُلِبْتُ في جمعٍ

أو ألقَوْني في النهرِ

كعروسِ النيلِ..

فدعْ نساءَ الأرضِ

فأنا قبيلةُ نساء

***

كم تمنيتُ

ان تكونَ لي وحدي

لاتعرفُ غيري

لا اعرف غيرَكَ

كي يُختمَ جواز سفري

باسمك َ

فأكون بك علَما

وبدونك لا أكون

***

عد اليّ

لتبدأ عندي ولادتك

من جديد

وتكون آفاقي

مسقط رأسك

لتعود اليّ

كلما ابتعدت

 

غادة عقل

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …