(قوس الهوية)

قوس الهوية
…………………………………………………………….
كتبتُ هذه القصيدة عام ٢٠٠٥م ، عارضتُ بها قصيدةً للشاعر القدير الحارث بن الفضل الشميري ، سمعتها منه في إحدىٰ الجلسات الأسبوعية التي كانت تقيمها مؤسسة الإبداع للشعراء والآدباء آنذاك ، وكان قد نشرها في ديوانه الثاني : القوافي القلقة ، وبعد أن ألقيتها في جلسة من تلك الجلسات ظلت حبيسة مسودتها إلى هذه اللحظة التي قررتُ فيها تنقيحها ووضعها بين يدي قراءتكم .. تحياتي للشاعر القدير ، ولكل أديب ومبدع وقارئ.
………………………………………………………………..

لا تَيْأَسِـي يا رُؤْيَوِيَّــهْ … اليــَأْسُ مِطْـرَقَــةُ الرَّزِيَّهْ

زُفِّـــــي إلــى الأيَّــــامِ سَطــْراً ، ثَغْرُهُ قوسُ الـهـَـوِيَّـهْ

أَنَّـــىٰ تَخَافِيْنَ السُّيُولَ، وَتَــتَّـقِــيْـنَ رَحَـىٰ الأَذِيَّــه؟ْ

والـمِحــْـنـةُ الـحَـمْـــراءُ تَدْرِي: أنَّكِ الرُّوْحُ الزَّكِـيَّــهْ

أنْتِ التـي لا بُدَّ أَنْ يُـبْـنَـىٰ لَــهَـا صَــرْح ُالـتَّـــــحِـيَّـــهْ

في صَفْحَةِ الأقْــدَارِ كي تَـبْقَىٰ العدالةُ مَنْطِقِيَّهْ

لَــٰـكِـنَّــهـا الأيَّـــامَ لا تَجــْـــــــرِي على وَتَـرِ الـطَّـــوِيَّــهْ

لا بُدَّ ما تُلْــقِــي صهيلَ العُـمْـرِ فـي موجِ البلـيَّهْ

**************

ماذا جَرَىٰ يا رُؤْيَوِيَّـةُ كالسَّـنَــا جِــئْتِ العـَشِيَّهْ ؟

لِأَظَــلَّ فـي دُنيَاكِ مَسْلُوبَ الخُـطَـىٰ والأبـجَـدِيَّـــهْ
أَلْـحَــانـِيَ الـخَـضـراءُ لا تَـنْـســىٰ مراياكِ التَّـــقــِـيَّـــهْ

وَطُـيُورِيَ السَّكْرَىٰ علـى مَـوَّالِكِ الأَشْـهـَىٰ نَـجـــِـيَّهْ

عَـينَـاكِ بِالإرهَـــابِ أَطْلَـقَــتِ الحُـشُـــــــودَ الــبَربَرِيَّــهْ

وَعَلَــى سَفِــيْــنِــي كالقَــضَـا هَـبَّـتْ بِسَوْسَنَةٍ سَـنِِيَّــهْ
كَــانتْ عَلَـيَّ أشَــدَّ مِنْ إعــْصَــارِ حُـمْــقِ البُنْدُقِـــيَّهْ

عـُلِّــقْتُ مَــا بينَ الـظَّـمَـــا والــسُّــهْــدِ مُحْتــَلَّ الخَلِيَّهْ

والـمـاردُ الـجَـبَّــارُ يُصْلي مُهْجَتِــي بالمَـنْـهَـجـِـيَّــــــهْ

والبَـحْرُ يَـغْـزِلُ عُـرْسَـهُ فـي غَابِ دائرَتِـي شَظِِــيَّـهْ

تَـسْتَـهـْلِكُ الأحـــلامَ أسْــفَاراً على كَـــذِبِ الـعَــطِــيَّـهْ

وَتُـراقِـــصُ الأفـــلاكَ لَــهْــوَاً بالرِّمَــــالِ الـقُــــــرْمُـــزِيَّهْ

********

يَا(أَنْتِ) يا أغلىٰ الـمُـنَىٰ لِلْحُسْنِ وَالرُّؤْيَـا الـنَّـــدِيَّـهْ

يـَـا وَرْدَةً زَهْــــرَاءَ فَـــــــــــاتِــنَـــةً لِــفِـــتْـنَــتِـهَـــا مَــــــــزِيَّـهْ

أضـحَـىٰ لَـهَـا نورُ البَنَاتِ الـحُــورِ أحْــلَــىٰ مِزْهَرِيـَّــه

أضْحَـــــــى لَـهَـا في كُلِّ ضـَوْءٍ غَيْمَةٌ نَشْوَىٰ نَـقِـيَّـهْ

في كُـلِّ عَيْنٍ سجْــدَةٌ هـَتَـفَتْ بِصَوْتِ الأغلَبِــيَّــهْ

فـي كُلِّ قَلْبٍ رَعْشَةٌ تَهْـفُــو لِــمُــلْكِ بَِنِي (أُمـَيَّـهْ)

فـي كُلِّ نَفْـــسٍ صَـبْــوَةٌ لَــهْــفَـىٰ سَمَـاهـا مِغْزَلــيَّــهْ

تَرْتِـيْـلُــها يَـنْـشَـقُّ عن قامــوسِ لَـيْلَىٰ الأَخْــيَــلِــيَّــهْ

وَطُـيُـوفُـهَـا تَـنْـــدَاحُ بالـسُّــقْـيَـا طَـــــلَاسِــمَ بَـابِــلِـيَّهْ

وَرَحِــيْـــقُــهَــا يَـجْـتاحُ كُلَّ دَمٍ بِـخَـيْـــــلِ القادِسـِيَّـهْ

وَأَنَـا ، أَنَـا مَـنْ حازَ مِضْمَارَ الـشَّــذَىٰ بالأَرْيِـحِـــــِيَّـهْ

مَنْ دَوَّنَ الأَشْوَاقَ بالسَّنَدِ الصّّحِـيْحِ إلىٰ السَّجـِيَّهْ

مَـنْ أَشْـعَـلَ اللّحَـظـاتِ بالوَلَـــعِ الـمُـعَـمَّـدِ بالشَّـكِــيَّـهْ

وَحْدي الذي حُـرِمَ الـرُّؤَىٰ أَيَّـامَ كَـــانَ لَـهَــا شَــهِــــيَّـهْ

لِـتَحِلَّ في فَصْلِ الأَسَــىٰ أشْـهَـىٰ، وَلَكِنْ هامِشِــيَّـهْ

وحدِي، وَوَحْدِي مَنْ رَأَىٰ سُحُبَ المَحَبَّةِ سُنْدُسِيَّهْ

مِنْ بَعْدَما أَضْحَتْ مَوَاسِمُ نَبْضَتِـي ثَمْلَىٰ رَخِيَّهْ

وحدِي، وَلَــٰكِنْ – وَيْحَ ( لَــٰكِنْ )– دَأْبُــهَـا نَقْـضُ القَـضِـيَّهْ

أُثْـقِـلْـتُ بِالأوْرَاقِ حَـتَّـى صِـرْتُ ممــــــلَـكَــــةً سَبِـيَّـهْ

لا تُــثْمِـــــرُ الأحــلامَ ، لا تَـــأْوي سَنَــــابِـلُـــــهَــا بَــقِــيـَّــهْ

مَـشْـغُـوْلَةُ الإِيْوَانَ أَجْهَدَ عَـرْشَهَا صَـخَـبُ الـرِّعيَّــهْ
وَرَهِـــيْـنـَةُ العَـجْـــزِ الـمُــدَجَّـجِ بالتَّـكَــالِــيْفِ العَصِيَّـهْ

وَحــْدِي .. ولكِـنِّـي خُلِعْتُ وَدَولتــي نُفِيَتْ شَقِـيَّــهْ

وَمَدَائِـنِــي هُتِــكَــتْ على ظَمَــأٍ وَقَــافـِـيَـتـي عَمِـيَّــهْ
وَأَصَائِلِـي حَــصَــدَتْ بُحَـيْرَتُـهَـــا نُخَــاعَ الزَّمْزَمِـيَّـهْ

فَصَرَخْتُ فِـي أَلَـــمٍ : أَنَا الغازِيُّ .. َلَيْسَ لَهُ مَطِـيَّهْ

مَنْ صارَ للأقطـــــارِ دَمْعَةَ خـَيْبَـــــةٍ أُخــْــرَىٰ شَـجِيَّـهْ

مَنْ لَـمْ يَـجِدْ إلا الرَّمَـادَ، وَهَـلْ لِـمَا يُـحـْصَىٰ بَقِـيَّهْ؟

وَهُـنَا، بَـدَتْ في دَمْـعِ مَـنْـدِيْلِي مسافاتي ضَحِيّـهْ

فَصَرَخْتُ كَالْمَطعُـوْنِ في وَجْهِ المعاني و(العَـنِـيَّه)ْ

يا رُقْـعَـــــةَ الإبْحــَارِ : عُــــوْدِيْ بِي إلى أدنىٰ رَوِيَّـهْ

فـي زَوْرَقِــي خَلَلٌ ، ولا أُقْـوَىٰ علىٰ عَزْفِ الهَوِيَّهْ
………………………………………………………………..

شعر / د. عبدالله العابدي.

٢٠٠٥م

شاهد أيضاً

قصيدة بعنوان(شفّ)

يعقوب أحمد الألمعي   السعودية     تويتر poet25000   شَفٌّ   أتيت إلي في …