( لقد تغيرت ) للأديبة: أمة الله الفقي

 ( لقد تغيرت )

لقد تغيرت كثيراً لم أعد تلك التي تحافظ على بهرجة حديثها بكثير من المجاملات ، أصبحت واضحة جداً ، وحساسة أكثر مما ينبغي حتى إن تحركات عيون المحيطين بي تؤذيني جداً إن قصرت لا شعورياً معهم … أصبحت أقل صلابة من ذي قبل، وأصبحت قليلة الصبر.
أحياناً أشعر باللامبالاة تجاه أفكاري التي ربيتها بعناية فائقة داخل قلبي حتى نمت إلى أعالي أفكاري … أصبحت أجيد الصمت والسكون لفترات طويلة وكأن الدنيا لم يعد فيها من أبجديات التواجد والتواصل شيئاً يستدعي أن أتعب خاطري وآتي بحضوري الذهني ليعمل في حقل كُتب عليه البوار قبل أن تُبذر فيه بذور الجِد والعمل .

أصبحت أغلق على نفسي كثيراً لا هرباً من أحد ولكن لأمارس عادتي في البكاء ثم البكاء حد الإعياء.
فإذا ما جفت منابع الماء في عيني أكمل قلبي البكاء ، وهو يبكي لا يخالفه في جسمي أي عضو من الأعضاء فأصبحتُ أشبه ببلدة محطمة
استوطنها جيش هم من الثكالى ، و تنوح على أشجارها غربان وحِدّاء
صرخاتي تملأ صدري ، لماذا قل صبري ؟.
وعلى كلٍ فأنا أضع كحل وأرسم على شفتي أعذب الابتسامات التي سقيتها أنفا بوجع يفوق كل التخيلات والاحتمالات

هم يرون الجمال يلفني بأعبق أريجه وأندى بواعثه .
ولا يَرَوْن في داخلي ذاك البركان الذي إن خرج إلى واقعهم ما ترك لا زهراً ولا بُستان !

أريد أن أصبح كما كنت أحلم يوما بأن أغمض عيني ثم أفتحها فأجدني لم أتجاوز السبع سنين بفستانٍ أزرق صبيحة يوم عيد سعيد والكون يردد النشيد ها قد أتى العيد .
كبرت ولا زال هذا حلمي المجيد !..

في داخلي طفلة تلهو ولا تكف عن العبث بأفكاري كلما رتبتها أتت وبعثرت كل شيئ من جديد .
فمتى تكبر طفلتي ؟ وإلى أي وجهة أحمل أحزاني وهمي الوليد ؟
إليك يا الله أشكو صبوتي وقلة حيلتي وهواني على نفسي وذُلي وانكساري
وأنا المقصرة بفطرتي والخطأ يجري بتكويني وتركيبي
رحماك ياربي …..
( لقد تغيرت )

بقلم
#أمة_الله الفقي

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

اترك تعليقاً