ماتت سعاد/شعر : قاسم محمد العاني – سوريا

ماتت سعاد

ذكـرتـُكِ يـوم الـبـعـدِ جـِئـتِ مـوسـوسَـةْ
وقــلــتِ أرى عـيـنـيـكَ عـنـيَ مُــبـلـسَــةْ

وقـلـبـكَ نـايُ الـسـجـنِ يـعـزفُ مـيـتـتي
وصـوتـكَ كــرهٌ لــم يــعــد مــتـنـفّــسَــهْ

فـخـذ مـاتـشـاء الـيـوم مـنـي ..وابـتـعـدْ
فـمـا مـسَّ قـلـبي من ظـلامـكَ يـونـِسـَهْ

………………

“رُحَــيــمـَـة” مـاذا قـلـتِ يــا كــلَّ آيـــةٍ
بـقـلـبي أراهـا هـاجـسـاً قـد تـحـسّـسَـهْ

“رُحـيــمَــة” اسـمٌ شـرّبـتـهُ مـشـاعــري
وشـعـري يـجـرُّ الـطيـفَ مـنهُ لأعكـسَـهْ

فـلـولا الـهـوى مـاعشتُ ضمن قصائدي
ونـار الـهـوى بالـشـعـرِ يـحـرقُ أنْـفَـسَـهْ

………………

فـقـالـت قـديـمـاً كـنـتُ أحيا كـطـفـلـةٍ
وبُـعــدكَ أدمـى جـذعــهـا فــتـيـبّـسَــهْ

فـمـا عـاد طـعـمُ الـلـيـلِ يـعبرُ صدرهـا
تـعـضُّ الـلـيـالي حين تـفـقِدُ مُـغـرِسَـهْ

سـأنـفـضُ عـن ظهري الـغـرامَ وأهـلـهُ
فـلسـتُ بـبـلقـيـسٍ وحسبيَ مـفـلـسَـةْ

رجـوتـكَ أنْ تـمـشي فمـالـك لي هدىً
ومـا لـيَ ..
بـيـن الـصـبـرِ ضــوءٌ لأحـبِـسَــهْ

إذا مـا اقـتـرفـتَ الحبّ فانتظر الندى
أنــا في الـمـرايـا غـادةٌ مُـتـغـطـرِسَــةْ

أنــــا لــحـــنُ بــــارودٍ تـمــرَّد نــــارهُ
لـيـكـويَ بـالـحـبِّ المـقـدّسِ خُـنّـسَــهْ

وأنـــتَ ضــريــرٌ زارنــي بـشـعــورهِ
فـشاء الـهوى مـالـم تشأ وتـهـجّـسَــهْ

كُـسـيـتُ ببعض العشقِ عند ولادتي
وألـفُ قـتـيـلٍ في حـشـايَ تـلـبّــسَــهْ

يـعـيـذكَ ذنـبي من شراسـةِ دمعـتي
تـفـرُّ بـلـيـلى عـن حـكـايةِ مـؤنـسَــةْ

تـُـعـانـقــكَ الأجــزاء فـيَّ لأنـتــمــي
وتـلـفـظـكَ الأنـفـاسُ آهــاً مـقـدّسَـةْ

فكم في صروفِ الدهرِ من مات بالهوى
وصرفُ الهوى لم يأتِ يوماً مفردسَةْ

فـمـاتـت سـعــادٌ
خـلـف كـلِّ قـصـيـدةٍ
وعـاشـت “رُحـيـمـاءٌ”
هـواهـا مُـهـنـدَسَــةْ

قاسم محمد العاني

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …