مجلة أقلام عربية(سهل ممتنع )جديد الشاعر الفلسطيني جواد يونس

سهل ممتنع

اَلشِّعرُ: السَّهلُ الممتنِعُ *** لا ما نحَتوا أو ما اقتَلعوا

والشاعرُ أَحَدٌ في ألفٍ *** ممَّن في نظمِهمُ برَعوا

اَلشاعِرُ نِصْفُ نبيٍّ إنْ *** راقبَ ما ينشرُهُ الورَعُ

توحى الأشعارُ إليهِ، وكم *** غبشٍ برُؤاهُ ينقشِعُ!

تفصِلهُ (إلّا) عن همَلٍ *** في أوديَةِ المُنكَرِ رتَعوا

ما قالَ سِوى ما يفعلُهُ *** فيهزُّ رؤوسَهم الْـ سمِعوا

يهجو فِرعَونَ بقافيةٍ *** أحبالَ السَّحرةِ تَبتَلِعُ

وإذا ما ماءٌ في فيهِ *** عن مدحِ الظالمِ يَمتنِعُ

لا يتْبعُهُ الغاوونَ، ولكِنْ مَن دربَ الحقِّ اتَّبَعوا

=====

هو وَحيٌ لا يأتي إلّا *** لحُداةٍ في عبقرَ خشَعوا

باركَ زيتونَتَهمُ ربٌّ *** في ظلِّ محبَّتهِ اجتَمعوا

قد يأتي راعيَ أغنامٍ *** وعَظيمُ القريةِ يستمِعُ

قد توحي بالشعرِ البَيداءُ ولا يوحيهُ المُنتجَعُ

قد لا يُوحيهِ (البيكيني) *** بلْ ثوبٌ أسودُ يُلتَفعُ

=====

لا تدري: كيفَ؟ وأينَ؟ متى؟ *** يأتيكَ الوَحيُ فتنصَرِعُ

وَتُدثِّرُ روحَكَ ألحانٌ *** والقلبُ يُزمِّلُهُ البَجَعُ

تأتينا القافيةُ قِيامًا *** وقُعودًا وإذا نضطجِعُ

تَقلو من سهِروا حتى الفجرِ، وتأتي من تعَبًا هجَعوا

ولكَم جاءت في نومٍ مَن *** يَصحو والرُّؤيا يرتجِعُ!

ما غابَت يومَ العملِ، ولا *** عادتَ لتُبارِكَها الجُمَعُ

قد توحيهِ الفَرحةُ حينًا *** ولكَم أوحاهُ لنا وجَعُ!

لم يَشدُ الشِّعرَ كما قلبٍ *** فيهِ نيرانٌ تندلِعُ

قد يرجعُ من بعد سنينٍ *** لا مثلَ صِحابٍ ما رجعوا

كم بركانٍ خمدَ قُرونًا *** والحُمَمُ بيومٍ تندفِعُ!

====

اَلشِّعرُ الإبداعُ لِصُوَرٍ *** لم يرَها قبلكَ من بَدَعوا

إن ذُمَّ المبتدعُ بدينٍ *** يُمدحْ في الشِّعرِ المُبتدِعُ

هو عسَلٌ يغرفُهُ فحلٌ *** من نهرٍ حاشا ينقطِعُ

إن أغرفْ قدَحًا منهُ فلا *** ينقُصْ نَهري بل يرتفعُ

وَتراهُ يأتيني طَوعًا *** وعلى المتشاعرِ يمتنِعُ

الظهران، 25.1.2019 جواد يونس

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …