مجلة أقلام عربية ( تداعيات على ركام القصيدة ) بقلم الشاعر / أبو شيماء عبد السلام الأشقر _سوريا

يشاطرني الليلُ بعضَ الهواياتِ

فيعشقُ مثلي
وحينَ ينامُ
أُمارسُ حبَّي لضوءِ النجومِ
التي تجعلُ اللَّيلُ أكثرَ عشقاً
وتجعلني مثلَهُ أكثرَ ليلاً
من الليلِ في عالمِ الأمنياتْ
وحينَ يحاولُ ليلُ الشتاءِ
اغتصابَ النجومِ
ويخنقُ ضوءَ الصباحِ
أرى وجهَ أمَّي كوجهِ البُراقِ
يبعثرُ وجهَ الظلامِ
بمكنسةٍ منْ ضياءْ

هناك على شرفةٍ
من رخامِ التأمَّلِ
كانتْ هناكَ بقايا خطايا
وبعضَ ذنوبٍ
تدّثرها الذكرياتُ
وتمسحُ عنها غبارَ السنينْ
فيصحو بداخل أفريزِ قلبي
الأنينْ
ويغسلني من خطايايَ
برفقٍ
كما يغسلُ الطلَُّ
إشراقةَ الياسمينْ

أنا كلَُّ هذا التراكمِ
من ذلكِ العصرِ
حتى
ولادةِ هذا الأنينْ
أنا بذرةُ الحقلِ
ترقبُ قطرَ الغيومِ
لتنمو
وجنحُ الحمامةِ
فوقَ جبالِ المياهِ
تفتَّشُ عن غصنِ
هذي الحياةِ الدفينْ
أنا ذلكَ الطَّفلُ
يعيثُ بهِ الحقدُ
داخلَ بئرٍ
ويبحثُ عن صوتِ سيَّارةٍ
غابرينْ
فهلْ تستطيعُ أنتظاري
قليلاً
لألبسَ وقتي وأظهرَ
مثلَ نبيٍّ حزينْ

تعالَ أقتربْ
أيَّها الباحثُ عنَّي لديكَ
وباحثُ عنكَ لديََّ
كأنَّي بكَ الأن تقرأُ
سفرَ التشكَّلِ
شيئاً فشيئاً
بدفترِ وجهي
ودفترِ عشقي
تحاولُ إيقاظَ <<مجنونَ ليلى>>
بشلَّالِ دمعي
وتبحثُ داخلَ وقتي
عن الوقتِ
عن صوتِ <<مروانَ>>
يرسمُ درباً
لأحفادهِ القادمينْ
أنا وجهُ جدِّكَ حين أحبََّ أباكَ
ووجهُ أبيكَ الذي صادرتهُ المنونْ
أنا هسهساتُ القوافي
بشعرِ امرئ القيسِ
يبحثُ عمَّن يعيدُ لهُ
تاجَ مُلكٍ حَرونْ

تعالَ أقتربْ
من تجاعيدِ وجهي
لنمضي حزينينِ
نغسلُ وجهَ الفراتِ
ودجلَّةَ
من زبدِ القهرِ
ومن ترَّهاتِ الظنونْ
من الرَّمدِ
المستفيضِ على قاسيونْ
تعالَ اقتربْ
أيَّها المتعرَّي
قليلاً
لكي يستفيقَ بكَ
العابرونْ

تعالَ لنعبرَ
من فوَّهاتِ البنادقِ
مثلَ طيورِ الحمامِ
ونبني على فوَّهاتِ البنادقِ
أعشاشَ حبٍّ جديدْ
تعالَ نقبَّلَُّ
وجهَ الغيومِ
ونهطلُ قمحاً
وسربالَ عيدْ
تعالَ استفقْ في عيوني
صباحاً
لكي اتستفيقَ أنا
في عيونكَ
صوتَ وليدْ
ونمضي كصوتِ <<جميلِ بثينهْ>>
نراودُ في الأفقِ حبَّاً بعيدْ

لوحديَ أعبرُ نحوكَ
فاعبرْ لوحدكَ
نحوَ التوقَّدِ
كي تستفيقَ لنا
زهرةُ النارِ
يا أيَّها المترعُ بالقهرِ
حتَّى الثَّمالةِ
واسكبْ من الزيتِ
ناراً
لكي تستفيقَ لنا
الدَّربُ نحوَ تلالِ
التَّمترسِ خلفَ السماءْ

هناكَ
سنشعلُ كلََّ النجومِ
مصابيحَ للقادمينْ
وننثرُ أحلامنا
المُشبعاتِ بخبزِ الأماني
دروبَ يقينْ
هناكَ ستُنشدُنا
المتعباتُ العذارى
بصوتٍ حزينْ
<<يما مويل الهوى
يما مويليَِّ
ضرب الخناجر ولا
حكمْ النذلْ بيَّ
ولك ضرب الخناجر ولا
حكمْ النذلْ بيَّ

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

اترك تعليقاً