(مدورة الفرق)للشاعر :د.إبراهيم طلحة

مدورة الفرق

وربّ العروة الوثقى، ومَن يبقى ولا نَبقى، ومَن ألقى إلى موسى وإبراهيمَ ما ألقى.. ومَن جعَلَ القصائدَ في يدَيَّ تلِيقُ بِي حَقّا..

وربّ الشِّعْرِ والشِّعرى إلهِ النّاسِ رَبّ النّاس ربِّ الحِسِّ والإحساس والوسواسِ والخنّاسِ والغاوينَ والشُّعَراء والكُهّانِ والحَمقى.. ومَنْ يَدري متى يُعطي (سطيحًا) مِن مفَاتِحِهِ إذا لَم يُعْطِها (شقّا)..

وربّ الأعـيُنِ الزّرقاء والتعبيرِ والإلقاءِ والفينيق والعنقاءِ.. ربّ خطيئتي الأنقى وربّ حبيبتي الأرقى وربّ حظوظِيَ الأشقى، بأنّي لَم أذُق حُبًّا وأنّي لَم أذُب عِشقا..

وربّ النّجم والتّنجيم والأفلاكِ والأبراجِ والإسراءِ والمِعرَاجِ، ربّ صناعةِ الصَّابون والسيليكون والماكياجِ، ربّ مخاطِرِ التدليسِ والتدريسِ والتفكير والتصوير والمونتاج والتأليف والإخراج، ربّ المالِ والأعمالِ ربّ تجارةِ التهريب والتخريب والترغيب والترهيب ربّ توقُّفِ التصدير والإنتاج، ربّ مواجِعِ (الحلاَّجِ) ربّ جرائمِ (الحجَّاجِ)، ربّ الظالمينَ ومَن تولاّنا برحمَتِهِمْ فلَمْ يُبقوا ولَمْ يَذَرُوا ولا دخلوا إلى المنهاجِ أو خرجوا من المنهاجِ، لا يؤتون بالإحراج أو يؤتون بالإزعاجِ.. قُلْ: تَبًّا وقُلْ: سُحقًا، وقُل: تَبًّا، وقُلْ: سُحقًا، ولا أنعِمْ بهِمْ خُلُقًا ولا أنعِمْ بِهمْ خَلْقا..

وربّ النُّور والدّيجور والمكشوفِ والمستور.. ربّ الشّاهِدِ الثّاني، وخير الشّاهدينَ على شُهودِ الزُّور.. وربّ البحر ربّ الفُلكِ والنَّاجينَ والغرقى، بأنّ ذُنُوبَنا أتقى وأنّ دِماءَنا أزكى وأنّ دُمُوعَنا أندى وأنّ عُيُونَنا تَسقي ولا تُسقى،، وأنّا يومَ أنْ بانوا وبِنَّا لَمْ نجد فَرْقا!!

إبراهيم طلحة
1 يناير 2015

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …