مَنْ هِيَ؟ / شعر : عبد الوهاب محمد الديلمي – اليمن

مُـدَلَّـلَــــةٌ مُـغَـنَّـجَــــةٌ لَـعُــوبُ 
مُـعَـذَّبَــةٌ بِحَضرَتِهَــا القُلُـــوبُ

و كَاذِبَـــةٌ إذا وَعَـــدَتْ تَــرَانَـا 
نُصَدِّقُهَـا إذا شَهِـــدَ الكَـــذُوبُ

لَهَا في كُلِّ مُجتَــمَـــعٍ عَـــــدُوٌّ 
لَهَا في كُلِ مَنطِـقَـــــــةٍ حَبِيبُ

لها في كلِّ مُـؤتَـمَـــرٍ سَـــــلامٌ 
لها في كلِّ مُعتَـــرَكٍ حُـــــرُوبُ

لها في كلِّ هَائِجَـــــةٍ سُكُـــونٌ 
لها في كلِّ سَاكِنَــــةٍ هُبُـــــوبُ

لها في كلِّ إخفَـــاقٍ نَجَــــــاحٌ 
لها في كلِّ إنجَـــــازٍ رُسُــــوبُ

لها في كلِّ شَـــائِنَـــةٍ مَـزَايَــــا 
لها في كلِّ زَائِنَــــــــةٍ عُيُـــوبُ

لها في كلِّ غَـــارِبَــــةٍ شُـــرُوقٌ 
لها في كلِّ شَــــارِقَــةٍ غُـــرُوبُ

لها في كلِّ بَوصَلَــــــةٍ شَمَــــالٌ 
وفي أَقصَى الشَّمَالِ لها جَنُـوبُ

لها في كُلِّ إجـــــــرَامٍ أُجُــــورٌ 
لها في كُلِّ إحسَـــــانٍ ذُنُــــوبُ

لها في كلِّ مَفسَــــدَةٍ حُضُــورٌ 
لها في كُلِّ مَـنفَعَــــةٍ هُــرُوبُ

تُبَجِّلُهَـا زَعَـامَـــــاتُ الكُسَـــالَى 
وتَكرَهُهَـا وتَلعَنُـهـا الشُّعُـــــوبُ

فَتَسعَى في تَعَـاسَتِهِــمْ إلى أنْ 
تَضِيــقَ بِهِـــمْ وتَستَـدَّ الدُّرُوبُ

لِتَجعَـلَ كُلَّ مَنْ خَضَعُـوا عَبِيدَاً 
تُحَرِّكُهُــمْ لِخِـدمَتِهَـا الجُيُــوبُ

لَهَــا إنْ ثَارَتِ الأَجيَـــالُ ثَــــورٌ 
وإنْ سَكَنَتْ لَهَــا بَقَــرٌ حَـلُـــوبُ

لَهَا سَــــدٌّ كَـــذِي القَرنَيـنِ فِيــهِ 
لِيَأجُـــوجٍ و مَأجُـــوجٍ ثُـقُـــوبُ

تُطَاوِعُهَـــا الــدَّوَابُ فَتَمتَطِيـهَا 
و لِلمُتَسَلِّـقِيــنَ هِــيَ الرَّكُــــوبُ

إذا غَضِبَتْ تُـزَلــزِلُ كُـــلَّ صَلبٍ 
وإنْ ضَحِكَتْ صَلَابَتُـهُ تَــــذُوبُ

مُـطَـلسَمَـةُ الطَّبَـائِـــعِ والنَّـوَايَـا 
كَأُحـجِـيَــةٍ لَـهَـا سِحـــرٌ عَجِيبُ

إذا نَصَحَـتْ كَـلُقمَـــانٍ و لَـكِـــنْ 
عَنِ الشَّيطَـانٍ في خُبثٍ تَنُــوبُ

أنـا في حَيـــــرَةٍ مِنـهَـــا كَـــأَنِّي 
أَتُــوبُ عَنِ الشُّكُــوكِ ولا أَتُـوبُ

فَمَــنْ تِلـكَ الَّتي سَــاءَلتُ عَنـهَـا 
جَمِيـعَ المُعجَبِينَ و لَــمْ يُجِيبُـوا؟

  • شعر : عبد الوهاب محمد الديلمي – اليمن

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …