السالكة الغزاري
السالكة الغزاري

نايُ شوقٍ..عزفَ آياتَ حب/كتبت: السالكة الغزاري-مجلة أقلام عربية

نايُ شوقٍ..عزفَ آياتَ حب

 

قبل الحب، من كنت؟، وعنده كيف كنت؟، وبعده هل تغيرت؟..

أسئلة تتوالى هجماتها دكا، لحصون رأسي الهشة، تبني للأجوبة مقصلة نهاية، مقصلة تتقمص شكل علامة الإستفهام، التي يثير شكلها القلب، فيدمدم برعد يهز العقل من راقود إستكان إليه، مذ رمته المشاعر خارج دائرة التحكم في سياستها..

“قبل الحب كنت أنت التي مضت، وعند الحب تمغنطت أناك في أناه، وبعد الحب صار لكما إضغام وتماهي” هكذا يكون الرد..

حين تتفتح أزهار الحنين ليلاً وتنثر شذى عطرها الفواح، ليعبق حنايا الروح؛ يستمطر الغسق عيون الحزن في مدامع ليلٍ أرخى سدوله وعمّ ظلاماً محملاً بالهموم ..

إنه الغياب؛ حكاية بلا صوت وخيط طويل انقطع من المنتصف، تاركة سبحة التداني منفرطة، تنعي غياباً خط حروفا خرساء، تراقصت لها سحب السماء، ففاضت منها قطرات المطر ندية كخد عاشقة، ومشبعة بخلجاتٍ عبرت حوافي المدى, معانقة روحك البعيدة هناك.. حروف جعلت الكلمات تتنفس المسافات بكل أناقةٍ، مغطاة بنار الإنكسار، لكنها نار إبراهيم، نار البرد والسلام، التي وحدها ترتق بخيوط لظاها، زجاج قلب هشمه الغياب، نكاية في نظرة وله مغتالة..

مجنوني، المرفأ الذي آوت اليه أحلامي المضطربة، قيثارتي التي عزفت أوتارها لحن بحتي، قبل أن ترحل بي نغماتها بعيدا، وراء المدى، صارخة بأعلى صوت في سماء اللحن، يتردد صداه في قافية النغم.. نايي الذي جعلت من ثقوب خيباته لحنا يروض عقارب ساعة الغياب المسمومة، كماني المعشق بالحنان والألحان، ذي العصى التي أتوكأ عليها، والنوتة موسيقية التي تعري قشرة قساوة علت سويداء قلبي..

غيابكَ ثقب أعمى فى هاوية القلب، يحرسه الحنين من برق العابريين.. عبثا سيأخذني ذياك الحنين إلى دروب المستحيل؛ فيترك قلبي تائها بين أزقة الموت البطيء، في حالة اللاموت شوقا، واللاحياة هياما..

آه يا خفيف الظل، ما أثقل غيابك، لقد تعبت من تجفيف الوقت قرب أسوار الأشتياق، وسئمت مكر الأمل، حين يستدرجني من دروب الألم، ليطعنني بسكين الإنتظار الصدئة..

أتبع طيفك عند الغروب وهو يتبعثر في جنبات المكان، أمسك ظله فيتبخر كالسراب، وعندما أخيب في تلقفك؛ أكتبك بكل شطط الأبجدية، حرفا وهاجا وأنا أعصر علامة الجواب المفقود، من حَبِّ الإستفهام والتعجب، “كم يلزمني من عمر الكتابة لأعثر عليك؟!.. وما قربان هيكل قلبك، ليعمدني بماء القداس، بتولا معتكفة في دير اللقاء، إنتظاراً لسادن قلب يأتي، لنبتكر صلاة وصال لا تبدأ بالعناق والتيمم بمحياك الخمري، إلا لتنتهي بترتيل كتاب حبنا المقدس آية آية..

السالكة الغزاري – المغرب

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …