نشيد الأمل

ومشى الليل، على أقدام الحيرة

يدق أبواب المساء،يشق صدر السماء

يتحسس طريقه، فيرمي حباله

على ضوء، يزحف عن أرضه…

ليلفظ أنفاسه الأخيرة، قبل الغسق.

بعباءته المرصعة، يلقي تحية بكماء،

على العابرين… والمنتظرين على

شرفات المصير.

يسلم، على من ولدوا من حنجرة

الصمت…

ينحني ،إلى من يعدون نجومه….

ويمضغون الوقت، فيخطئون العد.

تراهم، يتأهبون قدومه…

يسكبون العمر في الأقداح

ويشربونه في ثانية.

يتمايلون بخطى هادئة، ليصبحوا

بلاذاكرة.

يقف ،مندهشا… أمام من يقطرون

غيمة في فم البحر

ليتطهر من ملحه… لكن، دون فائدة.

وانتظرته بثوب أبيض،عله يراني

ويتذكر موعده.

كنت قد اخترت ظلال الشوق ،مكانا

فرشت الأرض، بشقائق النعمان

وكانت، بيني وبينه أغنية.

أوراقي عارية،تتنهد… يغمرها القلق.

كلمات ،تنفجر في وجه العواطف

فأمسح دموعها.. بشراشف من ورق.

وهذه الحروف ،مزقها الأرق.

مداد ألم… ينزف على البياض

وأفكاري الجميلة، تخشى الغرق.

ضائعة… كالبقية ،بين أحشاء الزمن

أخيط سترة لهذا العراء،من صوف

الضباب،كلما أزلت مساحيق الوقت.

أوزع المرايا،على من ركبوا ظهر

الملاك، وتنكروا للأرض

غابوا…. وماعادوا

من يتوضؤون من رضاب الغزالات

ويرسمون على البحر، حلم الأموات.

وهذه الشوارع مزدحمة بالأوهام

فتنكسر أجنحة الفراشات،وتهاجر

العنادل،خلف الجبال.

تبكي النايات… ويسمع نحيب التلال

كلما تدحرجت صخرة العقاب.

ويخرج النور… من ثغر فجر جديد

فتدب الحياة،

كلما عزفت أنامل المطر..

تشهق الأرض

ينمو العشب

ويزرع في الروح نشيد الأمل.

 

 

شاهد أيضاً

لتصطادَ بحرًا

” لِتَصْطَادَ بَحْرًا ” يَاْ أُمَّنَا الأَرْضُ،هلْ عادَ الذيْ شَرَدَا أَمْ أَنَّ حِضْنًا سماوِيًّا إليه …