هنا الوطنُ / شعر :  محمد الجوير – سوريا 

 

هنا الوطنُ الذَّاوي منَ الطَّعنةِ الكُبرى
تُـمَـزِّقُـــهُ ظَـهــراً و تُـلــهِـبُــهُ صَــدرا
تـغـيــرُ بـــهِ في كلِّ فَــتكــةِ حَــاقــدٍ
مُـعَـربـــدةٍ مِـنْ كلِّ نـاحــيـــةٍ غَــدْرا
فـمـا مِـنْ يَــدٍ إِلّا و تُــهــوي لـئـيـمــةً
بـنَـصْـلٍ لـهـا حــــدٍّ كـأنَّ لـهـا وِتْــــرا
هُنا الـوَطنُ الـدَّاجـي المُجَـنَّـحُ لَـيلُـهُ
على أُفْقِـهِ يأبـى على حُلْـمِـهِ الفَجْرا
تـداولُـــهُ الأريـــاحُ نُـكــبْــاً عَــتــيَّــةً 
فلا غُـصُنـاً تُـبـقـي نضيـراً و لا زَهْرا
و يُجْحَدُ أنْ يَطغَى على القيدِ كافراً
كـأنَّ كُــفــورَ الـقـيـدِ كـانَ لــهُ كُـفْـرا
و يعلو صُـراخ الجُرحِ لكنْ بلا صَـدًى
فيجري على مَــدِّ انـكـسـاراتِهِ نَـهــرا
إذا نَضَـبَـتْ عينٌ مِنَ الـدَّمـعِ حُـرقَــةً
بـنــازلـــةٍ فـاضَـتْ بـنــازلَـــةٍ أُخــرى
لو انبَجسَ الـحُـزنُ الـمُدَمّـي كُـبـودَهُ
و سالَ لزادَ الأرضَ،إنْ وَسِعَتْ، بَحرا
و لـو أنَّـــهُ يَـهـمـي مِــداداً لـكـاتـــبٍ
لَما أنجزَ الـتّـأريـخُ مِنْ مِـثلِـهِ سِـفْـرا
كـثيـرٌ حُـداةُ الـجُـرحِ نَــزْرٌ أُسَــاتُـــهُ
فأَنّى لـهُ مِـنْ جُرحِـهِ الـفَـذِّ أنْ يَـبْـرا؟
هنا الوَطنُ المُشتقُّ مِنْ لُجَّـةِ الأسى 
إذا لمْ تَمُـتْ ذَبحـاً ذُبِـحْـتَ بهِ قَهـرا؟

  • شعر /  محمد الجوير – سوريا 

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …