وصْلَةٌ من كرْنفال العَوِيْل / جهاد الكريمي 

 

تُصبّحُكَ المواجعُ والأفولُ
وفي ميلادك احتفلَ العويلُ
.
تلاشى الضوءُ ،واعتلجتْ دياجٍ
ثقالُ الخطْو ،فانسدَّ السبيلُ
.
وبِكْرُ المُنتهى تبدوْ عجوزاً
وفي أحداقها تنمو الطّلولُ
.
وفاحت سدرةُ المعْنى دُخاناً
يبوحُ به التصحّرُ والذّبولُ
.
.
خطبنا يا مدى سحبان حتّى
رهَنّا عُمْرَنا فيما نقولُ
.
فلم نكسبْ بترصيعٍ رهاناً
ولا التّنميقُ حالفهُ القبولُ
.
ولا حلْف الفضول أقرّ حقّاً
قضى الأشرافُ، فانْحَلّ الفضولُ
.
وعمّ القحطُ، والأفهام جوعى
ومُفتي أمّة الـ “اقْرا“ جهولُ
.
وحاميها من الأشباح لصٌ
وحاديها إلى الهيجا ذليلُ
.
وصرنا للسُّرى سلْبا ونهباً
وساد الدُّونُ، والمسلوبُ قِيْلُ
.
وكُنّا كلّ ضرغامٍ هُمامٍ
له في كل جوزاءٍ مَقِيْلُ
.
وكانت مَكْرُماتُ الدّهر منّا
لها نسبٌ وإكليلٌ أصيلُ
.
.
عجبتُ لنا! نضيق بنا، ونُذْكِي
مَسارِحَنا لِيَأْتَلقَ الدخيلُ!
.
ونبعث غابر الآماد حتى
نُميْتَ الحيَّ كي يحيا القتيلُ!
.
ونكْسر صُبحنا الزاكي ليغشى
بلاط النور ديجورٌ ثقيل!
.
سماءٌ يرقص التنّينُ فيها
وتعلو الهام أغرارٌ ذيولُ
.
وكيف يقدّسُ الرحمنُ شعباً
لهُ من كل ناعقةٍ دليلُ!؟

ذوى الكمّونُ، والموعود وهْمٌ
وهل بالوهم تخضرُّ الحقول!؟ 

  • جهاد الكريمي 

    6/2018

شاهد أيضاً

قصيدة للجزائر

  1 أتيتُ  إليكم  بقصيدةِ  حبِّ مسومة  للخلــــــــودِ  بقلبِي على مسمعٍ من عدوٍ أنـــادي تعالوا …