تحلوا بالوقاية واسلِمونا / شعر : قائد الحشرجي

أطلَّ فأمطر الدنيا شجونـا
وأوجد من منازلهم سجونا

وأصبحت الشوارع فارغاتٍ
وليس سوى المشافي يفتحونـا

سلوا (ووهان) كيف غزا حِمَاها
وأرَّقَ مقلتيها والجفونا

صغيرٌ تافهٌ ما حاز وزنًا
ولكن بطشهُ دكَّ الحصونا

أباطرةُ الممالك والمعالي
ورواد المجرة حائرونا

خلعت قلوبهم هلعًا وخوفًا
وأحرجتَ العواصم يا (كورونا)

تطوف على المدائن والبوادي
ومنك إلى المحاجر يهرعونا

أنَمْتَ قصور (لندن) والشواطي
وأبراج الحواضر والفنونا

بربك كيف يفعل كل هذا
ضعيفٌ كالرذاذة لن يكونَا؟

صغيرٌ لا يُرى، شَرِسٌ عنيدٌ
تظن به الجبابرة الظنونا

لهُ ضربوا حساباتٍ وألغوا
لقاءاتٍ لها يتجهزونا

أطباءٌ بلا طبٍّ وجيشٌ
أمام قرارهِ مستسلمونا

مخابرهم مفاعلهم رؤاهم
بها وبعلمهم يستهزئونا

أتاك حديث (أمريكا) مساءً
مع (باريس) إذ يتخافتونا؟

وقالوا كيف يلبث بضع يومٍ
بمشرقهم وكان بهم حنونا؟

ولما جاء مغربنا تفانى
وقرر أن يساقينا هتونا

يمينًا بالمسيح وباليهوذا
إذا لم تفصحوا فستعرفونا

سنثأر يا بني يأجوج منكم
ونجعل داركم ثكلى قرونا

وأما اليعربي فقال تِلْكُم
جنود الله جاءوا ينصفونا

يذيقون الأوروبيين كأسًا
وأمريكا سقيتُ بها المنونا

ولما لم نجد عدلًا وعطفًا
دعونا الله يتبعنا بنونا

ولسنا فارحين بما أصيبوا
ولا نحن اللئام الشامتونا

ولكن نبلغ الألباب درسًا
به يستبصر المتجبرونا

وأنتم يا بني وطني احترازًا
تحلوا بالوقاية واسلِمونا

ألا ابقوا في منازلكم رفاقي
مع الأبناء واحترفوا الفنونا

  • قائد الحشرجي

    1/4/2020م

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …