(على رصيف الحُلْم) للأديب : عبده الصلاحي

“على رصيف الحُلْم”

أَمْطَرَتْني سُحُبٌ الحنينِ ذاتَ مَساءٍ فابتلتْ أَوْرَاقٌ ذاكرتي …
لمحتُ عصافيرَ قلبي تقتاتُ فُتَات الشوق
وزهورَ روحي تَلْعَقُ البلل مِنْ قَاعِ الضمأ…

كان اللَّيْلُ يُهَدْهَدُ الأماني على سريرِ اللحظة. ..
والبوح يَرْقُبُ شَزْرا ًعلى كُرسيّ الصمتِ

رأيتُها تذْرف ُ النور مِنْ خلف لِثام وجهها..
كانتْ عيناها تُوْمِضُان بشدة..وكان قلبي يَرْتَجِف..

تشبثتُ بتلابيب غيمةٍ كفنية البياض
وانطلقتُ متوشحا ًشوقي،تَلْسَعُني اللهفة..
لمحتُها تتَوَضَّأُ بِضوء القمر…
تغْسِلُ راحتيها بِلُعَابِ النجوم…
فكانتْ نَوْرٌ على نور،يَكَادُ سَنَا بَرْقِهاِ يذْهب
بصري.

أغلقتْ أَزْرارَ لهفتها..
وأحرمتْ مِنْ ميقاتِ أشواقها
ثم استقبلتْ قِبْلَة قلبي قاصده ًقُرْبي
فتعانقنا على ضفاف دمعةٍ حائرة.

ينْدَلَقُ الشُّهْدُ من بتلات شفتيها
فتغرقُ بَراعِمُ ذوقي تَحْتَ طوفان رحيقها المُسْكِر….
لازالتْ ترْقُصُ حافية ًعلى حافَّةِ شغفي
تسْكُب نبيذ دلالها في كأس دهشتي
ورَذَاذ عِطْرُها يجْتَاحُ ماتبقى مِنْ رمادِ حواسي…

وبينما أنا غَارِقٌ بين لُجَّة الحُلْم سقطتْ
دمعة شاردة من شرفاتِ عيني فتشضتْ ملوحتها
على شفراتِ جرحي

اِرْتَدَيْتُ معطفَ جلدي ونفضتُ غبارَ الحنين عن أوراق ذاكرتي..
فإذا بي وحيدا ًأطلق القهقهاتَ من نافذة الملل…
يصفعني الغيابُ،وتبصقُ في وجهي المسافاتُ
أميالها.
————————————————
“عبده الصلاحي”
اليمن
17/11/2017

شاهد أيضاً

– ذات شاعرة – / بقلم : عناية أخضر – لبنان

  الشِعرُ حَالةٌ لَطِيفة لاَ تَعترِف بِالكَثِيف .. ومَع ذلِك فَإنَّها تُؤثِّرُ فيهِ وَبِعُمُق .. …

تعليق واحد

  1. الله الله عليك يا درويشي الحرف يا جميل الكلمات لي الفخر اني صديقك يا اديبنا المبدع دمت لنا كاتبًا نتعلم منه وصديقا رائعا نتعلم من اخلاقه ورقيه

اترك تعليقاً