(خُذْ خَفقَ قلبي)للشاعرة : انتصار الشام

  خُذْ خَفقَ قلبي

خُذْ خَفقَ قلبي وَاستمعْ لِندائي
يا مَنْ دَنوتَ بِجُبةِ النُّسباءِ

تَطوي مسافاتِ المجازِ تَصَوُّفًا
وَتَشُقَّ صَدرَ الصَّمتِ بالإيحاءِ

مُتلألاً بالدَّهشةِ الأولى الّتي
طَعَنتْ بِطيني حِينَ أنكرَ مائي

فَجراً يُجَمّعُني ضياؤكَ في فمي
يَنثالُ عُمقي نَحوَ غارِ حِرائي

لتُقيمَ ذاكرةُ البنفسجِ في دَمي
أعراسَ عُطرِ البُردَةِ العَصمَاءِ

هَذي شُموسكَ قدْ أنارتْ خافقي
فدخلتُ باحاتِ الشّعورِ النّائي

وَسَمعتُ أصواتَ المآذنِ في دَمي
فَتصوَّفَ الموَّالُ وَقتَ غِنائي

لمَّا انهمرتَ بعُمقِ صَدري دهشةً
كَسَّرتَ ضلعَ الشّكِّ والإغواءِ

هيَ أوّلُ الرشفاتِ مِنْ ثغرِ الرؤى
أحيتْ مَواتَ القلبِ بالنُّدمَاءِ

الرّوحُ والخَفقاتُ خَلفكَ سُيِّرتْ
يا منْ رَسمتَ طَرائقَ البُلغَاءِ

في صَوتهِ كلُّ الجّهاتِ توَحَدتْ
نحوَ الضّياءِ أشارَ لي إسرائي

فَرَشفتُ معنى الغيبِ منْ أقداحهِ
قلباً بَكيتُ وَفاضَ دَمعُ دِلاءِ

مَفتوحةٌ رئتي على أسرارِ
فلسفةٍ لمعنى الماءِ
في الصَّحراءِ

أنا شَهقةُ المُشتاقِ وَجهَ حقيقةٍ
شَفَّتْ نَعيمَ النّفسِ بَعدَ شَقاءِ

وَبنشوةِ الوَجدِ المُعتقِ بالسّنا
غَيبٌ أعادَ إليَّ وَهجَ سَنائي

كُلّي يَطوفُ وَيستوي بي خاشعًا
للهِ أدعو ذائباً بِندائي

للهِ أنتَ لكمْ أتيتُكَ أستقي
منْ بَحركَ المُوفورِ بالآلاءِ

أنتَ الّذي نَهلَ المَعالي كلها
دَهرًا سُلالةَ صفوة النُّقباءِ

أنتَ الّذي أُعطِيتَ عَقلاً راجحًا
مَا كُنتَ تَكتُمهُ عَنِ النُّجباءِ

يا سيدي واليوم أصبحنا كَمنْ
رَكِبَ البحارَ وتاهَ في الظَّلماءِ

انتصار الشام

سوريا

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …