ـــــ شـكـراً لـكـم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
شـكراً لـكم عفواً على تقصيري
يــا أيـهـا الـمُلَّاكُ مـن تـأجيري
شـكراً بـغلِّ النارِ خلفَ صدورِكم
إذ سُـعِّـرت بـالـموتِ والـتدميرِ
شـكراً لـسلبِ أجـورِنا وحـقوقِنا
فـلكم رضـيتُ بأن أخونَ ضميري
ولـكم سـواكم أن يـعيش بـعزِّنا
ولـكم سـواكم أن يجوع صغيري
شـكـراً لـمحو ظـلامنا بـظلامِكم
حـتى اسـتباح مصممي تأطيري
شـكراً لإرجـاعي، لخلفِ بدايتي
فـلـقد رأيـتُ بـفهرسي تـغيري
ولـقد أعـدتُ إلى الفراغِ نهايتي
ووجــدتُ فـي تـحليلهِ تـدويري
فـأردتُ تـأويلي ولـكن لـم أجد
أحــداً يـقرِّبُ لـلرؤى تـفسيري
نـابٌ مـن الأقـلامِ ينهشُ دفتري
وقـصيدةٌ أمـست عـلى تهكيري
وصـبـيّةٌ فـي داخـلي مـحبوسةٌ
بـطـلاسمِ الـتـرهيبِ والـتـشفيرِ
أنـا كـيف أُنـقذها وكلي لم يزل
مـتـنـاقضاً بـمـزاعـمِ الـتـحـريرِ
فـرصاصةٌ فـيها ابتسامةُ عاشقٍ
تـهـوي لأحـضاني بـلا تـفكيري
وحـمـامةٌ تُـلقي عـليَّ سـلامها
فـيـردُّ مــن إسـلامها تـهجيري
ومـجالسٌ لـلأمنِ تـجمعُ حـولها
دُوَلاً لـيـستمعوا إلــى تـقريري
فـيـقررونَ بـأنني رغـمَ الأسـى
مـتـمسكٌ بـدوافـعي ومـصيري
وبــأن أوضـاعـي تـزيدُ مـجاعةً
فـيرونَ فـي إشـباعها تضويري
ومـجالسٌ مُـثلى تُـجهِّزُ نـفسها
لـــولايــةٍ عــرقـيـةِ الـتـأمـيـرِ
ومـجالسٌ أخـرى تـهيِّئُ نـفسها
لـحـكومةِ الـتـقسيمِ والـتـشطيرِ
أنـا كيف أسمعهم وصوتي أبكمٌ
وأصـمهم يُـصغي إلـى تـعبيري
فـمـواطنٌ غـيـري يـبـدِّلُ جـلدهُ
فـي مـقتضى التيسير والتسييرِ
ومـواطـنٌ مـثـلي يـعانقُ مـوتهُ
فــي يَـقْـظَةِ الأحـلامِ والـتخديرِ
ما عاد يخشى أن يموتَ بفضلكم
فـلـكم جـزيلُ الـشكرِ والـتقديرِ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ نايف العزي