مفارقات..؟! / شعر : دريد رزق – سوريا

مفارقات..؟!

لكلِّ قَبِيلٍ  في البريَّةِ جنسُهُ
و كلٌّ له في المِهرجاناتِ طقسُهُ

و كلُّ امرِئٍ يُؤتى مِزاجاً يخصُّهُ
فلا يرتضي ما لا  تُزَكِّيه نفسُهُ

فإنْ تعتبرْ صوتاً رخيماً  فربَّما
سواكَ يرى أنَّ  المصيبةَ همسُهُ

و قد كان خوَّاضُ المعاركِ فارساً
بسيفٍ يُحيلُ الشيئَ نصفين لمسُهُ

فمَنْ كان ذا داءٍ شفاهُ بلحظةٍ
و قد ودَّعَ الجسمَ المعذَّبَ رأسُهُ

و في عصرِنا هذا  سلاحٌ مدمِّرٌ
يقومُ على زِرٍّ  إذا تمَّ كبسُهُ

به خطرٌ بل إنَّ فيهِ إبادةً
ألا ليته عادَ  الذي اشتدَّ بأسُهُ

و قد كان جودُ المرءِ شاةً لضيفِهِ
كأنَّ الذي يجري مع الضيفِ عُرسُهُ

و لو كلُّ ضيفٍ كان شاةً غداؤُهُ
لما ظلَّ في الدنيا خروفٌ و حِسُّهُ

و في يومِنا هذا ترى الضأنَ آمناً
كعانٍ بلا ذنبٍ  تأبَّدَ حبسُهُ

و كلُّ فتاةٍ حُضِّرَتْ لابنِ عمِّها
كأنْ ليس إلَّاها على الأرضِ عِرسُهُ

و أمَّا شبابُ اليومِ حُرٌّ بشأنِهِ
يكادُ على الأستاذِ يُفرَضُ درسُهُ

و كلُّ سعيدٍ بالحياةِ مرحِّبٌ
و كلُّ كئيبٍ يمقُتُ العيشَ يأسُهُ

و شَتَّانَ بين الحُرِّ  و العبدِ إنَّما
إذا ودَّعا كلٌّ مِنَ التُّربِ رَمسُهُ

بثانيةٍ فأسٌ تُرِي الشَّجرَ الرَّدَى
و يحتاجُ أعواماً ليُثمِرَ غرسُهُ

كذا المجدُ يحتاجُ العظامَ بناؤُهُ
و إمَّعَةً لا غيرَ يحتاجُ نكسُهُ

دريد رزق

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …