من البدء..؟!/ شعر : القس جوزيف إيليا – مجلة أقلام عربية

من البدء..؟!

———-

مِن البدءِ والإنسانُ وهْمًا يطارِدُ

غزتْهُ المنايا والدُّجى والمفاسدُ

وفوق تلالِ النّارِ يُلقى تُذيقُهُ

مرارةَ تضليلٍ وبلوى عقائدُ

وما زالَ مكسورًا كأشجارِ غابةٍ

عليها قستْ ريحٌ خؤونٌ وساعِدُ

شريدًا ومنفيًّا بصحراءِ لَغْوِهِ

ولمْ تُعطِهِ ينبوعَ معنًى قصائدُ

وما زالَ يجري باحثًا عن غنائِهِ

ومزمارُهُ قاسٍ وفي اللحنِ جامِدُ

يُعلّي قِبابَ الحُسْنِ ثمَّ يهُدُّها

وتُرمى بكفّيهِ بشوكٍ موائدُ

مباسِمُ نجْماتٍ تعانقُ خدَّهُ

وفي لحظةٍ يهوي ويبقى يعانِدُ

لكَمْ رقصتْ في عُرسِهِ فرَحًا رُبًا

ومنهُ لكَمْ فرّتْ بعيدًا معابدُ

هو السّيلُ والأمواجُ إنْ فاضَ بحرُهُ

وإنْ أجدبتْ دُنياهُ عبدًا يشاهَدُ

لرسمِ الرّؤى يسعى ويبحثُ عن غدٍ

وفي سجنِ ماضيهِ على الجمرِ قاعدُ

يقبِّلُ وجهَ الأرضِ حُبًّا فيرتقي

وفي النّفْسِ شيطانُ الكراهةِ راقدُ

أمامَ جدارِ الدّهرِ يجلِسُ حائرًا

وأسئلةٌ في عقلِهِ تتوالدُ

وتلقاهُ مرّاتٍ يحارِبُ وعيَهُ

فيلهو ويستهويهِ ما هو بائدُ

من البدءِ والإنسانُ أحرقَ كرْمَهُ

فهل هو يومًا للجنائنِ عائدُ ؟

————————

القس جوزيف إيليا

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …