يا هجرة المختار / شعر : محمد عصام علوش – سوريا

يا هِجرة المُختار

يا هِجـرة الـمُخـتارِ يا فـيْـضَ السَّنـا

قد كنتِ في الإسلامِ صانعةَ الـمُـنى

كـنـتِ الطَّريق لـبعْـثِ مَجْـدٍ سامِـقٍ

كنـتِ الـسَّبـيـلَ لِـكـلِّ خـيْـرٍ يُـقـتـنى

يا هِجـرةَ الـمُخـتـار يـا درسًا زهـا

قـد عَـنـوَنَ الـتَّـاريـخَ فـيـمـا عَـنْـوَنـا

هـذا هـوَ الـمُـخـتـارُ يَـتـركُ مَهْـدَه

والـمَهْـدُ يبقى في الـقـلـوبِ الـمَوْطِنا

ويسيرُ في درب الـبِـعـادِ مُهـاجـرًا

والـبُـعْـدُ كـمْ أضنى وكمْ قـد أحـزَنـا

يَـمشي ويـنـظرُ نحـو مكَّـة حـانـيًـا

ويَـوَدُّ لـوْ لـمْ يـبـتـعــدْ في الـمُـنحَـنى

ويـقــولُ لـوْلا أنَّ أهْـلَـكِ أخــرَجـو

ني منـكِ مـا كـانَ الهوى أنْ أظعَـنـا

وافـاهُ في وسَــط الـظَّـلامِ خـلـيـلُـه

أكــرِمْ وأنــعِــمْ بـالـخـلــيــلِ إذا دَنــا

أكـرِمْ بــهِ مـن صاحـبٍ ومُـصدِّقٍ

قــد كـانَ أوَّلَ مَــن بـــهِ قـــدْ آمَــــنـا

في الغارِ بـاتا لمْ يكنْ من مُـؤنِسٍ

إلَّا الإلـــهُ ووَعْــــدُهُ لــنْ تــحـــزنــا

في الغـارِ قـد أذِن الإلهُ بـحـفـظـهِ

لـيُـذيـعَ في الأكــوان شــرعًـا بَـيِّــنـا

واستـقـبـلـته على ثـراهـا طـيْـبـةٌ

فـالـسَّـعـدُ وافــاهـا ووافــاهـا الهَــنـا

وبَــنـى على نـهْـجِ الأخُـوَّةِ دوْلـةً

نِعْـمَ الـبــنـاءُ عـلـى الأخُـوَّةِ يُـبــتـنى

هيَ هِجـرةُ الـمُـختارِ فـتـحٌ سابـقٌ

وبـشــارةٌ لـلـمُــصـطـفى أنْ يَــأمَــنـا

هيَ هِجرةُ الـمُخـتارِ عِطرٌ عابـقٌ

يحكي الـزَّنـابقَ قـدْ شذتْ والـسَّوْسَنـا

هيَ هِـجـرةُ الـمُخـتارِ نـورٌ سابغٌ

يَـمحـو عن الإنسانِ أسبـابَ الـضَّنى

هيَ هِجـرةُ الـمُخـتارِ رمـزُمحـبَّةٍ

وتسامُحٍ بـسطـتْ رؤاهـا فـي الـدُّنـا

هيَ هِـجـرةُ الـمُخـتارِ ذِكْـرٌ خالـدٌ

يـأبى على الأزمان أعـراض الـفَـنـا

هيَ هِجرةُ المُختارِ خطَّتْ للورى

سـِـفــرَ الحـضـارةِ والـتَّـقـدُّمِ مُعـلَـنـا

هيَ هِـجـرةُ الـمُخـتـارِ اِسـمٌ لامعٌ

قـدْ بــذَّ ألــقـابَ الـمَـلاحِـمِ والـكُــنـى

هيَ هِـجـرةُ المُخـتارِ قـدرةُ خالق

أنْ يـصنعَ الـبَطلَ الشُّجاعَ الـمُـؤمِـنا

هي هِـجْـرةُ المُختار شَقَّتْ دربَنا

أنَّــا لِـغـــيْـــرِ اللهِ لا. لــن نُـذعِــنــا

 

محمد عصام علوش

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …