رماد و شمع / القصيدة الفائزة بالمركز الثالث ( مسابقة أقلام حول السلام ) 2018

 

إلى طُوركِ المحزونِ زيتونُه ….أسعى
أمدُّ لهُ وصلاً……فيوسعُني قطْعا

فكم أمنياتٍ…كنتُ أزجيتُها………له
فأعرضَ عنها..ثم كافأني ………منْعا 

تعتّقَ……. فيه الليلُ ….نامتْ عيونُه
وأطبقَ جفنَ الفجر يحرمُه…. لمعا 

إذا همَّ بدرُ السعدِ يُسفرُ ……وجهُهُ
تمادتْ غيومٌ النحسِ تحجبُه ….لفعا 

أتيتُ …ومصباحِي الضئيلُ فتيلُهُ
يعاني…أكفَّ العتمِ ……تنزعُه…نزعا

أداريهِ…من ريحٍ …مُناها انطفاؤُهُ
وتقمعُ روحَ النورِ في قلبِه …..قمعا

أنادي … لعلّ الصوتَ يوقظُ…وردةً
ذوتْ 
في صحارى قد أصَمَّتْ لها ….سَمعا

أناخَ بها بحرُ الملماتِ ………غيمَه 
ثلاثَ مِئِيْن ….. ثم قد زادَها تِسعا

أطاحَ بها قابيلُ …..تدمَى…جفونُها 
وتشهقُ بالعبراتِ….. تجرعُها جرعا

فيا ليلُ رفقاً بالفراشاتِ….. هفهفتْ
لرشف رحيق النور ، تتركها صرعى؟!

أتتكَ فرادى يُرقِصُ الوهجُ …قلبَها
فغادرتها والموتُ يحصدُها ….جمعا

متى يستقيلُ الليلُ من شرُفاتنا 
فينثرُ …صبحُ النور أزهارَه…. طلعا 

ليبعثَ في الآفاق……….أنفاسَ أمّةٍ
غدا …..
في مناحي الأرض منهجُها ….شرعا

منابتُ طابتْ : جذرُها..و جذوعُها 
ومن طاب جذراً طاب حاضرُه فرعا

كأنّي بهِم والبيتُ…بالنور طافحٌ 
وقد رمقَ العشاقُ أشواطَه…… سبعا

رؤوسٌ حناها الفتحُ ترجُو سلامةً
وتخشى..نواصيها من الفاتح السفعا 

ولكنُّه – والفضلُ بعضُ ….خصالِه –
أفاضَ بهم صَفْحا…وأوسعَهم ..نفعا 

فصارت ديارَ الخيرِ والخصبِ دارُهم
وليسَ غريباً أن تجودَ ……..ولا بِدعا 

أليسَ لواءُ السلمِ ……..يخفقُ فوقَها 
وصوتُ نداءِ الحقِّ يملؤُها …..رجْعا 

إلى طُورِك المحزونِ يا أمُّ أقبلَتْ
أمانيَّ….أن يغدو لأحلامِنا…..مرعى

تذوبُ ليالي الحربِ في شمسِ حبِّنا
وينهلُ شهدَ السلمِ أطفالُنا رَضْعا 

تبورُ…فيافي الموتِ والنارِ و الضَّنى
ونحسِنُ فيها من فضائلِنا ……زرْعا

لتمرعَ…بالأفراحِ…والنورِ……..أرضُنا
يصفِّقُ طيرُ الحبِّ :أحسنتمُ.ُ.ُ.ُصُنعا 

إلى طُورِك المسكونِ بالحبِّ رحلتي
أبثُّ…لهُ ….شوقي وأسكبُه دمعا 

لعلَّ مسيحاً … في ربوعِك…روحُه
تلمُّ رمادَ…الحربِ ….توقدُه شمعا

  • الشاعر : عمر عبد الله الحاجي – سوريا

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …