أرواحٌ منهكة / شعر : مازن الطلقي – مجلة أقلام عربية

أرواحٌ منهكة

تحت الحكاياتِ هدّتْنا النهاياتُ
شأنُ المحبين حرمانٌ وأناتُ

معجونةٌ هذه الأشجارُ قافيةً
..وخلطةُ الطينِ موسيقا وناياتُ

وفي النبوءاتِ أنفاسٌ مقدسةٌ
نَضيعُ ما لم تؤبجدنا النبوءاتُ

خلف الجروحِ سهامٌ وارتجافُ يدٍ
مخاوفٌ وانكسارٌ واحتضاراتُ

وللكمنجاتِ أصداءٌ مجلفنةٌ
شاخَ الكثيرون سمّارُ وباراتُ

يا لهفةَ الشرفةِ الحيرى لقاطنِها
تكسرت خلفنا ولهى ومرآةُ

ماتَ العميقون يا أماهُ واختزلت
عقولنا الفاتناتُ المريمياتُ

وحظُّنا مترعُ الخيبات مهترئٌ
وللكسالى الشقياتُ الكسولاتُ

وفارغونَ كثيرا عاطلونَ بلا
شُغلٍ وكم عشعشتْ فينا الفراغاتُ

ومُثقلونَ بما للصدرِ من قلقٍ
وللحيارى مساءاتٌ طويلاتُ

يا آخرَ الماءِ ذابَ الطينُ وانكدرتْ
مساربُ الغيمِ هل تهمي السماواتُ!

وهل ستدركُ بنتُ النهرِ ضفتَها
إذا طغى الماءُ وانداحت مضيقاتُ

هذي القرابينُ لا ربٌّ سيقبلُها
مهما استلذت بلأواها القراباتُ

هذي البكاءاتُ لن تكتالَ غلتَها
ولن تفي كيلَها هذي الجميلاتُ

هذي العراقيبُ تؤذي كل صاحبةٍ
والخلطُ بين والوفا والنقضِ عاداتُ

هذي الصدودُ حطامٌ حرقةٌ كمدٌ
وللجريئين صولاتٌ وجولاتُ

لا وقتَ للنيلِ من ثقبِ الوقوفِ ولا
تحركُ الساعةَ اللهثى القطاراتُ

ولا يعي الوقتَ من شُلّتْ عقاربُهُ
وللمليئين أوقاتٌ شهياتُ

عُدْنا مع الريحِ يا أماهُ تقذفُنا
نارُ العداوات ِ..عافتنا الصداقاتُ

وفي احتضارِ الأيادي لن تلوحَ يدٌ
مهما ذوتْ في دمِ المخضرِ غيماتُ

تحت الرمادِ سنخفي طعمَ عزلتنا
وتختفي هذه البيدُ المغطاةُ

وهل نعودُ وسطح الأرض ناشفةٌ
من الدماءِ وما فيها بلاغاتُ

لقد كرهنا مسافاتِ البلادِ كما
تأخرتْ في مرايانا البشاراتُ

للحربِ أعيرةٌ للحبّ أفئدةٌ
نعم سئمنا وعافتنا الخطيئاتُ

لا بأسَ فالصبرُ مجبولٌ بشدتِنا
وهذهِ الأرضُ ميعادٌ وميقاتُ

مازن الطلقي

شاهد أيضاً

ريمة

دعني اخُطُّ بِنبْرةَ الأقلامِ شِعراً يفوقُ منصّة الإعلامِ دعني اشِيدُ لريمةٍ ورموزها بقصيدةٍ عزَفت بها …