عام آخر وتلك الشوارع مازالت مطفأة المصابيح
عام آخر وكلماتك ترفض أن تحني رأسها في سماعة هاتف
عام آخر يا حبيبتي، وأنتي عصية كالعادة
…
عام آخر لا استطيع ان اتكهن بما سيحمله
ربما تزهر فيه إبتسامتك
وربما يذبل كثيرا فيه قلبي
عام آخر لا سبيل للتنحي ياعزيزتي، إما ان تبقي صامتة أو أن نموت معا في جزء من الثانيه
…
قد يكون المشوار الأخير لقلب من إثنين
والعالم ليس سيئاً بقدر ما تقوله النهايات
عام آخر ويدك الصغيرة تحتفظ بأهلها جميعا، متناسية بأنها تركتني هنا بلا أهل
كل شيء جميل يشبهك، إلا الصمت لا أستطيع أن استثنيه منك، لأنني كلما وقفت أمام النافذة لا أجد وجهك
كل الأشياء محسوبة في نظري جميلة بك، إلا أنك متمسكة بأنصاف حلول لا تشبهك
بين طلب يدك، وبين نصيب مكتوب قد نكون معا وقد لا نكون، هناك مفترق ما لا محالة
وهناك فترة بين هذا وذاك
لكن الوقت قادراً على إركاع الجميع، سيأتي
وجه أخر في ملامحنا نحن، وسنبكي به العزلة في أماكن لا ترحم حتى ذاتها
سيكبر في اعماقنا هذا الجرح ولن ينسى
سأتذكرك كل ليلة، متحسسا ملامح مدينتك أمام البحر
وسأختلس النظر إليك من الشارع المقابل
وسأنتظرك كما كنت أفعل كل صباح جمعة
سأكتب إليك من الطرف الآخر لهذا البلد
سأخبرهم جميعاً بأنني أحببت مدينة عنصريّة لأجل فتاة
وعندما يصلك صوتي خائفاً في ليالي الشتاء،
فلا تفتحي له سماعة هاتفك، واخلدي الى النوم.
عصام