كيف استطيع ارسال ما كتبته اليكم .. من قصص ………………. (الجاهل والجوهرة)…………..
………………..عيدروس الربيعي……………..
دخل عليها وهي طريحة الفراش .. يرتفع منها صوت السعال .. تشعر بالبرد .. ترتجف رغم حرارة الجو والمكان .. وحين احست بقرب اجلها .. قالت له .. بصوت مُتَقطّع .. تُخرج ذلك الصوت بصعوبة .. وابناءها يلعبون بجوارها .. ياولدي .. لقد ترك لك والدك .. كنز ثمين جدا .. سيجعلك اثرى الاثرياء ..
اندهش من كلامها .. ثم قال لها بلهفة .. اين هو .. قالت له .. مدفون في تلك الحجرة الصغيرة ..
ستجده في صندوق من النحاس .. قال لها .. وهل تعلمين ما نوع ذلك الكنز .. ردت عليه .. لا اعلم عنه شيء .. انما انا انفذ ما اوصاني به والدك ..
قال وهو حائر الفكر .. ايُعقل ان يكون بين ايدينا ثروة تجعلنا من اثرى الاثرياء .. ونحن نعيش طيلة هذه السنين لا نجد ما نقتاته ..
قام في ساعته .. وامسك بادات الحفر وبدأ بالتنقيب ..
في تلك اللحظة .. كان جارهم المبتلى بالتجسس يسترق السمع .. وسمع ما دار من الحوار ..
عاد الجار الى بيته وهو يتخبط بافكاره .. ويضرب اسداسا باخماس .. شارد الذهن .. يحدث نفسه ..
ايعقل ان ذلك الفقير الجائع العاري يمتلك ثروة ..
زوجة ذلك الجار تُحدث زوجها .. وهو لا يعلم ماذا تقول ..
استغربت الزوجة من امر زوجها .. ولم تدعه حتى يقول لها بما يشغل عقله .. وبعد الضغط عليه وكثرة التسائلات .. قال لها بما سمع .. وحذرها بعدم الكلام .. والصمت والكتمان ..
وبعد تفكير عميق .. اتخذ الجار قرار حتى ياخذ ذلك الكنز ..
زوجة الجار .. لم تستطع الكتمان .. فاسرت صديقتها .. وحذرتها من البوح بذلك السر .. وهكذا .. كل واحدة تحذر الاخرى حتى انتشر الخبر ..
وكل زوج من ازواج تلك النسوة .. فكر كيف ياخذ ذلك الكنز .. وكل واحدا منهم .. فكر بنفس المكيدة ..
الفقير يحفر بلهفة .. والعرق يتصبب من وجنتيه ..
تارة يرتاح .. وتارة يواصل الحفر ..
اكتملت عملية التنقيب .. ورأى الصندوق .. ثم اخرجه وبدأ بنفض التراب والغبار من عليه ..
يفتح الصندوق بالمفتاح بعد ان اخذه من امه ..
يفتحه ويداه ترتجفتان من الفرحة واللهفة ..
فتح الصندوق .. اخرج منه جوهرة كبيرة لا تقدر بثمن ..
غضب الفقير غضبا شديدا .. وقال لإمه .. ماهذا ..
قالت وما هناك .. قال لها لا يوجد كنز .. ردت عليه وماذا يوجد .. قال قطعة دائرية من الزجاج ..
قالت انا لا اعلم شيئا .. قلت لك ما اوصاني به والدك..
في اليوم التالي .. استدعى الجار ذلك الفقير لاستضافته في بيته .. لبى الفقير ذلك الطلب .. فاكرمه الجار واحسن ضيافته .. واعطاه ملابسا كي يرتديها .. وفي حديثه معه .. حام في الكلام حول ذلك الكنز .. لم يدخل بالكلام مباشرة .. انما لمح في خطابه ..
فعلم الفقير ان جاره قد تنصت عليه وسمع حوارهم .. فقال في نفسه .. ان هذه الضيافة لها شأن .. كونه كان مستغربا من استضافته ..
ففرح الفقير بذلك الاكل .. وتلك الملابس .. وضل يلاعبه على هذه الوتيرة .. عاد الفقير الى منزله وهو يقبل تلك الجوهرة ويلعب بها .. تارة يرميها الى اعلى ثم يمسك بها .. وتارة يدحرجها على الارض .. وفي اليوم التالي .. اتى جاره الاخر كي يستضيفه في منزله .. وهكذا .. كل يوم يوستضاف في منزل احد جيرانه او قريته .. يتقربون منه حتى يكسبوا ثقته .. ثم ياخذون منه تلك الجوهرة ..
شعر الفقير بالسعادة .. لِما يقتاته من بقايا جيرانه ولم يفكر بإخوته الجياع .. ضنا منه انه يلاعبهم .. ويضحك عليهم ..
الام مرمية على فراشها .. تتألم .. يُسمع انينها في كل لحظة وحين .. والإخوة يصرخون عراة جياع ..
والفقير مازال يلاعب تلك القطعة التي يُسميها زجاج ..
((( سعي وحظ )))
قريبٌ أمْ بَعيدٌ ما أوَدُّ * فقد ضَيَّعْتُ ما لا يُستَرَدُّ
قَضَيتُ العُمْرَ في الآمال حتى * كأنّي في بحور لا تُحَدُّ
فأغدو حيثما تغدو الأماني * وحظّي دائماً نأيٌ وبُعدُ
فلا أنا قاطعٌ وصْلي إليها ولا * عن نهجها ينـزاحُ صَدُّ
على أمَلٍ صحِبْتُ الدهرَ لكنْ * أرى أَمَلي نَفُوراً حيث أغدو
لماذا تجثُمُ الآلامُ حولي * وتَرحَلُ بهجةٌ ويغيبُ سَعدُ؟
كأنَّ الدهرَ مَشغوفٌ بِهَمّي * فحظّي مِن شدائدهِ الأشَدُّ
فمهما طالت الظُلُماتُ حولي * فَلَيسَ إلى بُزوغِ الفجرِ بُدُّ
ولو عَرَفَتْ لياليهِ ابتلائي * وكيفَ أماتني بُعدٌ وسُهْدُ؟
لَنُحْنَ عليَّ دمعاً لا انقطاعٌ لهُ لِمصائبٍ ليستْ تُعَدُّ
ولكنْ عادةُ الأيّـامِ أنْ لا * تَرِقَّ فكيفَ يَصْحَبُهُنَّ وُدُّ؟
عَبوسٌ ما ابتسمتُ لها كأنّي * إلى أحزانها الشخصُ المُعَدُّ
نصيبي مِن سواحلها جَفافٌ * فما في بحرها جَزْرٌ ومَدُّ
وما قَصُرَتْ يدي لِنَوالِ مجدٍ * بها فالمجدُ حيثُ يكونُ مجدُ
ولكنْ ربما نَهَضَتْ حُظُوظٌ * فليسَ يقومُ سَعْيٌ وهْو فَرْدُ
فمَن ذا يشتري سعياً بِحَظٍّ؟ * فما باباً قَصَدتُ ولا يُسَدُّ
يُردُّ السَّعْيُ وهْو بدونِ عَيبٍ * وليس الحظُّ في الدنيا يُرَدُّ
كأنْ جثَمَتْ على حَظّي جبالٌ * عليها البومُ بالنَّحْساءِ تَشْدو
فلستُ بنائلٍ دوماً مُرادي * ولو قطَّعْتُ أنفاسي أكُدّ
عَجِبْتُ لهذهِ الدُنيا كثيراً * فلا رأيٌ يُحَكِّمُها ورُشْدُ
لِدربِ الشوكِ ذاهبة خُطاها * وتبعُدُ حيثُ أزهارٌ ووردُ
فليس ترى المباهجَ والأماني * فعيناها عن الآمالِ رُمْدُ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
كيف استطيع ارسال ما كتبته اليكم .. من قصص ………………. (الجاهل والجوهرة)…………..
………………..عيدروس الربيعي……………..
دخل عليها وهي طريحة الفراش .. يرتفع منها صوت السعال .. تشعر بالبرد .. ترتجف رغم حرارة الجو والمكان .. وحين احست بقرب اجلها .. قالت له .. بصوت مُتَقطّع .. تُخرج ذلك الصوت بصعوبة .. وابناءها يلعبون بجوارها .. ياولدي .. لقد ترك لك والدك .. كنز ثمين جدا .. سيجعلك اثرى الاثرياء ..
اندهش من كلامها .. ثم قال لها بلهفة .. اين هو .. قالت له .. مدفون في تلك الحجرة الصغيرة ..
ستجده في صندوق من النحاس .. قال لها .. وهل تعلمين ما نوع ذلك الكنز .. ردت عليه .. لا اعلم عنه شيء .. انما انا انفذ ما اوصاني به والدك ..
قال وهو حائر الفكر .. ايُعقل ان يكون بين ايدينا ثروة تجعلنا من اثرى الاثرياء .. ونحن نعيش طيلة هذه السنين لا نجد ما نقتاته ..
قام في ساعته .. وامسك بادات الحفر وبدأ بالتنقيب ..
في تلك اللحظة .. كان جارهم المبتلى بالتجسس يسترق السمع .. وسمع ما دار من الحوار ..
عاد الجار الى بيته وهو يتخبط بافكاره .. ويضرب اسداسا باخماس .. شارد الذهن .. يحدث نفسه ..
ايعقل ان ذلك الفقير الجائع العاري يمتلك ثروة ..
زوجة ذلك الجار تُحدث زوجها .. وهو لا يعلم ماذا تقول ..
استغربت الزوجة من امر زوجها .. ولم تدعه حتى يقول لها بما يشغل عقله .. وبعد الضغط عليه وكثرة التسائلات .. قال لها بما سمع .. وحذرها بعدم الكلام .. والصمت والكتمان ..
وبعد تفكير عميق .. اتخذ الجار قرار حتى ياخذ ذلك الكنز ..
زوجة الجار .. لم تستطع الكتمان .. فاسرت صديقتها .. وحذرتها من البوح بذلك السر .. وهكذا .. كل واحدة تحذر الاخرى حتى انتشر الخبر ..
وكل زوج من ازواج تلك النسوة .. فكر كيف ياخذ ذلك الكنز .. وكل واحدا منهم .. فكر بنفس المكيدة ..
الفقير يحفر بلهفة .. والعرق يتصبب من وجنتيه ..
تارة يرتاح .. وتارة يواصل الحفر ..
اكتملت عملية التنقيب .. ورأى الصندوق .. ثم اخرجه وبدأ بنفض التراب والغبار من عليه ..
يفتح الصندوق بالمفتاح بعد ان اخذه من امه ..
يفتحه ويداه ترتجفتان من الفرحة واللهفة ..
فتح الصندوق .. اخرج منه جوهرة كبيرة لا تقدر بثمن ..
غضب الفقير غضبا شديدا .. وقال لإمه .. ماهذا ..
قالت وما هناك .. قال لها لا يوجد كنز .. ردت عليه وماذا يوجد .. قال قطعة دائرية من الزجاج ..
قالت انا لا اعلم شيئا .. قلت لك ما اوصاني به والدك..
في اليوم التالي .. استدعى الجار ذلك الفقير لاستضافته في بيته .. لبى الفقير ذلك الطلب .. فاكرمه الجار واحسن ضيافته .. واعطاه ملابسا كي يرتديها .. وفي حديثه معه .. حام في الكلام حول ذلك الكنز .. لم يدخل بالكلام مباشرة .. انما لمح في خطابه ..
فعلم الفقير ان جاره قد تنصت عليه وسمع حوارهم .. فقال في نفسه .. ان هذه الضيافة لها شأن .. كونه كان مستغربا من استضافته ..
ففرح الفقير بذلك الاكل .. وتلك الملابس .. وضل يلاعبه على هذه الوتيرة .. عاد الفقير الى منزله وهو يقبل تلك الجوهرة ويلعب بها .. تارة يرميها الى اعلى ثم يمسك بها .. وتارة يدحرجها على الارض .. وفي اليوم التالي .. اتى جاره الاخر كي يستضيفه في منزله .. وهكذا .. كل يوم يوستضاف في منزل احد جيرانه او قريته .. يتقربون منه حتى يكسبوا ثقته .. ثم ياخذون منه تلك الجوهرة ..
شعر الفقير بالسعادة .. لِما يقتاته من بقايا جيرانه ولم يفكر بإخوته الجياع .. ضنا منه انه يلاعبهم .. ويضحك عليهم ..
الام مرمية على فراشها .. تتألم .. يُسمع انينها في كل لحظة وحين .. والإخوة يصرخون عراة جياع ..
والفقير مازال يلاعب تلك القطعة التي يُسميها زجاج ..
…………(ياليت قومي يعلمون)…………